رغم قرار جماعة طنجة بمنع شي رؤوس أضاحي العيد، استمر شباب جل أحياء عاصمة البوغاز في عملية “تشواط” رؤوس الأضاحي، حيث أظهرت العديد من الصور المنتشرة بموقع التواصل الاجتماعي لعملية الشي، أبرزها صورة للناشط الجمعوي “زاكي بوملال” قرب مقر المجلس المجلس الجماعي لطنجة التي خلقت ضجة كبيرة بال”فايسبوك”، اذ أكد هذا الأخير ل”شمالي” أن الصورة تأتي في إطار التضامن مع الشباب الذين يمتهنون شي رؤوس الأضاحي.
وفي أول تعليق لجماعة طنجة، قال ادريس التمسماني نائب عمدة طنجة، أن قرار المنع كان نسبي حيث أوكلت للسلطة المحلية تنفيذه حسب الضرورة، مضيفا أن الأمور في المجمل مرت دون عرقلة الشوارع الكبيرة حيث ارتكزت عملية الشي في أحياء وأزقة المدينة.
وأشار التمسماني، أن المكتب المسير للجماعة لم يجتمع لحد الساعة من أجل تقييم تنفيذ القرار.
وتفاعلا مع خروج شباب بعض أحياء المدينة لشي رؤوس الأضاحي في تحد لقرار العمدة، قال أحمد المغربي ، الفاعل التربوي والجمعوي بطنجة، أن القرار في حد ذاته قرار صائب، اذا مانظرنا إلى ما تخلفه العملية في نهايتها من أوساخ ومناظر تسيء للمدينة، مشيرا إلى أنه أمام انعدام بديل للشباب الذين يباشرون هذا النشاط في ظل البطالة التي يعيشونها فهو قرار مجحف في حقهم ،غير أن تحسيس الشباب بأهمية نظافة الأمكنة التي زاولوا فيها هذا النشاط قد يكون حلا يرضي الطرفين.
في حين قالت أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن عملية شي رؤوس الأضاحي بأحياء المدينة ليست عادة ورثناها، بيل هي همجية ومناظر بشعة لا تليق بنا، معبرة عن عدم تقبلها منذ صغرها وما زالت تتمنى منع هذه الظواهر،
في حين قال المحامي عمر الطريميني، أن النقاش يجب أن يتجاوز ظاهر القرار المعدوم ، مطالبا بضرورة أن ننفذ إلى عمق إشكالاتنا المتمثلة في غياب حكامة ترابية تشاركية، تراعي الخصوصيات المجالية و تستحضر الثقافة و البيئة، مؤكدا أن منطلق و خلفية القرار صائبة لكن الوسيلة مرتجلة و مجرد مزايدة مفضوحة على قضايا البيئة لأنه قرار لا نفاذ له ، و لا يمكن تنزيله بل ويستحيل تبعا لما للعملية من تجدر تاريخي بالمدينة حتى أضحت موروثا شعبيا متمسك به بشكل كبير .
وأضاف الطريميني، “في اعتقادي أنه كان يتعين التفكير جديا لمواجهة مخلفات هذه العملية و تنظيمها سواء بتكثيف التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة و كذلك من خلال تخصيص أماكن تتوفر فيها شروط السلامة الصحية على مستوى جميع الأحياء ، مع منع استعمال حرق الاخشاب و ذلك باستعمال وسائل أقل ضرر أي باستعمال ” الشاليمو”، مثلا في عملية الشواء ، أما إصدار قرار المنع بهذا الشكل الاعتباطي شخصيا أعتبره مجرد مزايدة لا غير على قضايا البيئة، و الدليل أن القرار معدوم أنه تم شي الرؤوس بباب قصر البلدية”.
يشار إلى أن رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة سبق أن أصدر قرارا لمنع شي رؤوس الأضاحي حيث اتخذ بناء على عدد من المقتضيات القانونية، من بينها ضمان أمن وسلامة المرور والنظافة والصحة العمومية، وفي إطار الاستعدادات الجارية لاستقبال عيد الأضحى المبارك لسنة 1440 وما تقتضيه هذه العملية من ترتيبات أمنية وصحية ولوجستيكية.
وأكد “العمدة العبدلاوي”، أن القرار يدخل حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ الصدور، داعيا السلطة المحلية ومصالح الأمن والمصالح الجماعية المختصة بتنفيذه كل في دائرة اختصاصه.
وكانت جماعة طنجة قد أصدرت بلاغا قبل يوم العيد توضح فيه أن هذا المنع لا يعد “منعا مطلقا بل يبقى أمر تنزيله للسلطات المحلية بالأماكن التي يمكنها استقبال هذا النشاط”.
وسبق لجماعة طنجة أن قررت التواصل مع غرفة الصناعة التقليدية لدعوة مهنيي الحدادة قصد التعبئة وتأطير عملية شي الرؤوس لدى هذه الفئة من المهنيين، والترخيص للراغبين في ممارسة هذا النشاط بصفة استثنائية ووفق شروط ومعايير مضبوطة من بينها الامتثال لتعليمات الإدارة والسلطات المحلية، و احترام المساحة المرخصة وعدم غلق الممرات، وعدم تشغيل الأطفال الصغار والأشخاص الذين ليس لهم دراية بهذا النشاط، و استعمال النار بطريقة معقلنة واجتناب أسباب الحريق، مع الحرص على إطفاء النيران بعد الانتهاء من مزاولة النشاط، وكذا الحفاظ على الهدوء وعدم إزعاج السكان، تنظيف المكان بعد الانتهاء من مزاولة النشاط مع جمع كل المخلفات والأزبال.