تطوان

سمر شعري يحتفي بشخوص وأمكنة تطوان

عاش جمهور وعشاق النظم المقفى بالمكتبة العامة والمحفوظات بمدينة تطوان، مساء الجمعة، سمرا ثقافيا، تميز بحفل تقديم وتوقيع ديوان “البهموت” للشاعر العياشي أبو الشتاء، وديوان “عودة إلى تطوان” للشاعر عبد الرحمن الفاتحي.

وأكد المتدخلون في هذا السمر الشعري، المنظم من طرف دار الشعر بتطوان تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال وبتنسيق مع منشورات “باب الحكمة”، أن الخيط الناظم بين التجربتين الشعريتين لأبو الشتاء والفاتحي يتمثل في “الحنين إلى شخوص وأمكنة تطوان، انطلاقا من تجربة كل شاعر ومن الفترة التي طبعت مخياله الشعري”.

وأبرز الشاعر والباحث الأكاديمي، نبيل منصر، في قراءته النقدية لديوان “البهموت” أن الأمر يتعلق بكتاب شعري ذي طبيعة إشكالية، حيث اختار الشاعر أبو الشتاء أن “تكون كتابة عمله الأدبي مختلفة، تعيد النظر في مفهوم القصيدة وتربطه أكثر بالكتاب والشعر”.

وأشار إلى أن “ديوان البهموت كتاب إشكالي لكونه يحتوي على خطابات متعددة، ويجمع بين الجانب الغنائي والجانب الملحمي، متوسلا بالمحكي الشعري، ومن خلاله يروي قصة جميلة، تعود بنا إلى تاريخ الفضاء المتوسطي مع التركيز على المغرب”.

وخلص الناقد نبيل منصر إلى اعتبار ديوان “البهموت” عملا متعدد الخطابات والمستويات الشعرية، حيث يعيد النظر في الكتابة الشعرية، لافتا إلى أن الأمر يتعلق ب “تجربة نوعية في الأدب المغربي المعاصر”.

من جانبه، أبرز الشاعر والمترجم، خالد الريسوني، في تقديمه لديوان “عودة إلى تطوان” أن الشاعر عبد الرحمان فاتحي، أراد من خلال إصداره الجديد “العودة إلى الألفة والأمكنة التي شهدت جزءا غنيا من حياته”، معتبرا أن الديوان هو استعادة لجانب من “السيرة الذاتية” للشاعر، سواء تعلق الأمر بما هو ذاتي للشاعر، أو بالأمكنة التي كانت شاهدة ومؤثرة في بناء شخصيته الشعرية.

وأوضح أن هذا العمل يعتبر احتفاء بالمكان والذات، حيث يسبر أغوار الإحساس بالخيبة والانكسار على مستوى الذات، كما يرصد الأماكن التي عاش فيها بعض الخيبات.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير الشعر بتطوان، السيد مخلص الصغير، أن هذه التظاهرة الثقافية المهداة إلى روح الشاعر الراحل محسن أخريف، تعد محطة هامة ضمن برنامج “ليالي رمضان”، الذي تقيمه دار الشعر بتطوان، منذ تأسيسها في ربيع سنة 2016، من خلال “توقيع آخر الإصدارات الشعرية والنقدية، مع قراءات شعرية وعروض فنية”.

واعتبر أن ما يجمع بين التجربتين الشعريتين هو الاحتفاء بمدينة تطوان وشخوصها وأمكنتها، بالإضافة إلى تحاورهما بلغتين جارتين هما العربية والإسبانية.

وتميز اللقاء بقراءات شعرية للشاعر عبد الرحمن الفاتحي، المتوج بجائزة رفاييل ألبيرتي للشعر سنة 2000، وجائزة ابن الخطيب في غرناطة سنة 2010، وجائزة لاباراكا سنة 2011، كما قدم الشاعر العياشي أبو الشتاء، مقتطفات من كتابه الشعري ” البهموت”، الذي يعد إصداره الثالث في مسيرته الشعرية التي تتميز بالرزانة والبحث العميق.

وفي ختام اللقاء، تم الإعلان عن القائمة القصيرة للدواوين المرشحة لنيل جائزة الشباب للكتاب المغربي في صنف الشعر، الذي تنظمه شبكة القراءة بالمغرب ودار الشعر بتطوان، ويتعلق الأمر ب “ابن البلد” لوفاء العمراني، و”أعراس الميادين” لإدريس الملياني، و”بالضوء أبعث ظلي” لأحمد بنميمون، و”بداية ما لا ينتهي” لمحمد الميموني، و”جمرة فوق عش الكلمات” لمحمد الأشعري، و”سنتذكر ونندم” لجمال الموساوي، وفي “أبهاء الضوء والعتمة” لمحمد بودويك، و”قبلة الصباح وردة المساء” لفريدة العاطفي، و”كما لو أن الحياة تصفق” لمحمد بوجبيري، و “في حضرة مولانا” لعبد الكريم الطبال.

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق