مقالات الرأي

رحيل الإدارة التقنية .. الإنجازات والصعوبات والآمال

بلال الدواس

بعد إقالة المدير التقني لاتحاد طنجة السيد محمد عادل الراضي، وخروج الفئات السنية لفارس البوغاز من الأدوار النهائية للبطولة الوطنية، وانتهى موسمها الرياضي يمكننا أن نتحدث عن الحصيلة العامة للإدارة التقنية، كما يمكننا بشيء من التروي والتعقل أن نصل لما يلي:

تأهلت #فئة_الصغار من مجموعة الشمال ثالثة ب35 نقطةفقابلت حسنية أغادير هذا الفريق الذي يعتبر مصبا لكل أندية جهة سوس مما يجعل منه قوة ضاربة في كرة القدم المغربية ، أما #الشبان فقد اقتنصوا بطاقة التأهل ب37 نقطة في الصف الثالث كذلك خلف ممثلي الشرق نهضة بركان ومولودية وجدة فلاقى نادي الرجاء البيضاوي وخرج مرفوع الرأس مع مدرسة كروية مشهود لها بكفاءة وجودة منتوجها مقارنة مع العمل الفتي في طنجة، أما فريق #الأمل وبرغم الصعوبات التي عانى منها في بداية الموسم إلا أنه استطاع الدخول بسرعته النهائية مع الفرق المؤهلة، ليلاقي أمل شباب قصبة تادلة لكن خروجه الكارثي يجب أن يسأل عنه المدرب حكيم الداودي الذي لم يستطع تدبير مباراة الإياب بعد أن خرج منتصرا في الذهاب برباعية نظيفة.

هذا ما يتعلق بالنتائج التي لا تكون أبدا أولوية في الفئات السنية، بل بناء لاعبين قادرين على حمل قميص الفريق الأول مستقبلا، وفي هذا الصدد سطرت الإدارة التقنية للفريق برنامج عمل واضح بدأته بالتنقيب على المواهب لتطعيم الفئات السنية، بالإضافة إلى اختيار مدربين قادرين على منح الممارسين زادا تقنيا وتكتيكيا وبدنيا وذهنيا، مما جعلهم يحققون هذه النتائج رغم أن هدف الإدارة التقنية ليس تحقيق الألقاب، بل تكوين لاعبين يستطيعون بعد سنتين أن يحملوا قميص الفريق الأول الاحترافي، ويحققون للفريق ما لم تحققه الأجيال السابقة رغم ضعف الإمكانيات اللوجيستية، وغياب ملعب تدريب صالح لبلورة العمل التقني والتكتيكي، خصوصا أن ملحق الزياتن صارت أرضيته الاصطناعية كارثية لا تقدم للممارس سوى إصابات متكررة.

وإذا أردنا أن نعرف مدى نجاح أي إدارة تقنية لابد أن ننظر إلى منتوجها السنوي، إذ نقف في اتحاد طنجة على ما يلي:
التحاق 7 لاعبين من الفئات بتدريب الفريق الأول مع توقيع #عقود_احترافية، وهم: نور الدين أبو الفرح- رضى الهناوي- الخمسي أيمن- العسري ياسين – أخريف عبد اللطيف- بلفرحة محمد- مراد أحدادو

وقد التحق من فريق اتحاد طنجة بمنتخب عصبة الشمال 6 لاعبين، كما التحق بالمنتخب الوطني المغربي اللاعب صابر البشري من نفس الفئة، وفي فئة الشبان استطاع الفريق أن يمنح المنتخب المغربي لاعبين وهما: مراد احمامو وعبد الله أمغار.

هذا العمل المنجز بالفئات السنية لم يأت من فراغ، بل جاء تخطيطا عقلانيا من مدير تقني خبير اسمه محمد عادل الراضي، بمساعدة مدربي الفئات الذين يعزفون على نغمة واحدة وهنا الحديث عن #حكيم_الداودي في الأمل، وعبد السلام احدادو في الشبان، وفي الفتيان عماد الأربعين الذي لم يسعفه الحظ لقلة التجربة وسوء تدبير بعض المباريات، ورشيد حساين في فئة الصغار، كما أن للمعد البدني رشيد البلج دورا هاما في إعداد اللاعبين، ولا ننسى دور الحاج الطيب حسن في الاشتغال مع حراس الفئات الصغرى.

كل هذا يحدث في قاعدة فارس البوغاز لكنه لا يظهر على الفريق الأول، وهنا نطرح علامات استفهام عديدة لجدوى ما يقام، ولماذا لايستفيد الفريق من مدرسته مع العلم أن لاعبي الفئات السنية خصوصا فريق الأمل دائما ما يرحلون للبحث عن فضاءات أرحب في أندية أخرى سواء في القسم الثاني أو الهواة، ليكرر الفريق مسلسل انتدابات ترهق ميزانيته دون أن تقدم للفريق شيئا يذكر، ولنا في أياكس امستردام أسوة هذا الفريق الذي يصرف على فئاته العمرية أكثر مما يصرفه على الفريق الأول، ليستطيع أن يسقط بأبنائه، وخبرة عيونه المنقبة أندية تبذل ملايين الملايين.

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق