شفشاون
شفشاون تحتضن احتفالات بديعة احتفاء ببداية العام الصيني الجديد
احتضنت مدينة شفشاون احتفالات بديعة، طيلة أمس الجمعة، إيذانا ببداية العام الصيني الجديد، في تجسيد لعمق ومتانة علاقات التعاون والصداقة بين المغرب والصين.
وشهدت الاحتفالات، التي جرت بأماكن متفرقة من مدينة شفشاون، مشاركة مجموعات مغربية وصينية، قدمت بكثير من الإبداع والإتقان رقصات فلكلورية صينية كرقصتي التنين والأسد في عرض جرى بالمركب الثقافي والرياضي محمد السادس وبالساحة التاريخية “وطاء الحمام”.
وتواصلت الاحتفالات مساء الجمعة بتنظيم عرض فني وموسيقي بدار الشباب، أحيته كل من أوبرا “شونغبينغ” ومجموعة الحضرة الشفشاونية.
وأعرب السفير الصيني بالمغرب، لي لي، في تصريح للصحافة بالمناسبة، عن “سعادته بتواجده بشفشاون للاحتفال بعيد الربيع، الذي يتزامن مع بداية العام الصيني الجديد، والذي يعتبر أهم لحظة في السنة”.
وأضاف السيد لي أن الاختيار وقع على مدينة شفشاون لأن “مدينة الجوهرة الزرقاء بالمغرب صارت اليوم في أعين الصينيين واحدة من أهم الوجهات السياحية والأكثر شعبية”.
وفي معرض حديثه عن العلاقات الصينية المغربية، ذكر الدبلوماسي الصيني بأنه “منذ الزيارة الناجحة لجلالة الملك للصين (عام 2016)، أرسى البلدان علاقات شراكة استراتيجية”، مشيرا إلى أنه بعد هذه الزيارة “قمنا بكثير من الجهود لتمتين التعاون والتقارب بين الشعبين”.
وأشاد السفير الصيني بأنه بفضل هذه التطورات، “توجد العلاقات اليوم في أفضل مستوياتها”، مشددا على أن الجهود ستتواصل من الجانبين لتوطيد أكثر للعلاقات بين الرباط وبكين، معربا في الوقت نفسه عن “تفاؤله بخصوص مستقبل العلاقات بين البلدين”.
من جهته، لاحظ وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، محمد ساجد، أن هذا الاحتفال أعطى دفعة قوية لمدينة شفشاون، التي تحتضن لأول مرة بالمغرب احتفالات بداية العام الصيني، معتبرا أن الأمر يتعلق ب “دليل على المكانة التي تحظى بها المدينة لدى السياح عموما، والسياح الصينيين على وجه الخصوص”.
وقال إن “شفشاون، الجوهرة الزرقاء، مزدانة اليوم بزينة حمراء ترمز للصين”، منوها بأن هذه الاحتفالات “تجسيد لتلاقح ثقافي بين الحضارتين المغربية والصينية”.
وتابع أن “هذا ما كان ليتحقق لولا الرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي أعطى دفعة قوية للتعاون بين البلدين حينما قرر جلالته، في عام 2016، إلغاء التأشيرة على الزوار الصينيين”، وهو الإجراء الذي ساهم في تضاعف عدد السياح الصينيين الوافدين على المغرب.
من جهة أخرى، ذكر الوزير بأن البلدين وقعا، قبل عدة أسابيع، اتفاقية بشأن تنظيم السنة الثقافية المغربية في الصين والسنة الثقافية الصينية بالمغرب عام 2020.
كما أعلن السيد ساجد عن قرب افتتاح ملحقة لوزارة السياحة بمدينة شفشاون للمساهمة في مواكبة القفزة النوعية التي يشهدها القطاع بالإقليم.
كما تميز هذا اليوم بتقديم عروض حول المؤهلات السياحية والثقافية لمدينة شفشاون، ودعوة المستثمرين الصينيين إلى الاستثمار بهذه المدينة، التي تعرف توافدا مهما للسياح الوطنيين والدوليين.
من جهته، أشاد رئيس جمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية، ناصر بوشيبة، ب “النجاح الكبير” لتنظيم هذا الحدث، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب “تظاهرة مبتكرة” للتعريف بالمغرب في سوق سياحية تعداها حوالي مليار و 400 مليون صيني.
وقد تم تنظيم هذه التظاهرة من طرف وزارة الثقافة والسياحة بالصين وسفارة الصين بالمغرب ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ووزارة الثقافة والاتصال بالمغرب، بتعاون مع المركز الثقافي الصيني بالرباط وجمعية التعاون الإفريقي الصيني للتنمية والمجلس الإقليمي وجماعة شفشاون وبدعم من بنك الصادرات والواردات الصيني.
وتميزت الاحتفالات بحضور عامل الإقليم ورؤساء المجلس الإقليمي وجماعة شفشاون والمجلس العلمي المحلي ورؤساء المصالح الخارجية وعدد من المنتخبين المحليين وشخصيات مدنية وعسكرية.