افتتحت، مساء أمس الجمعة بمدينة تطوان، فعاليات المهرجان الوطني للمسرح في دورتة ال 20، بتكريم الفنانة المغربية سعاد صابر والممثل والمخرج المسرحي عبد السلام الصحراوي عرفانا بما قدماه وبذلاه في سبيل تطوير ابي الفنون بالمغرب على مدى عقود.
وكرم المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس، الى غاية 14 دجنبر الجاري ، أيضا الأستاذ الجامعي والناقد المسرحي مولاي أحمد بدري، الأب الروحي للمسرحيين المغاربة، الذي تتلمذ على يده العديد من الفنانين المرموقين على الساحة الفنية المغربية.
وقال وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، في افتتاح هذا الموعد السنوي الفني والثقافي، إن المسرح المغربي يعتبر من المرتكزات الأساسية للإبداع والثقافة المغربيين، وأنه تمكن من بلوغ العالمية لما راكمه من تجربة مهنية على مدى سنوات طويلة، مشيرا إلى أن المهرجان الوطني للمسرح مناسبة مواتية للاعتراف بما قدمه رجال ونساء المسرح المغربي حتى يتبوأ المكانة التي بلغها اليوم.
واعتبر السيد الأعرج أن هذا المهرجان، حيث يتجدد اللقاء بين المسرحيين من أجيال وتجارب مختلفة، فرصة سانحة للتداول في شأن قضايا المسرح، مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة السعي إلى إطار قانوني ينظم مجال المسرح مع الفاعلين الأساسيين.
وأكد الوزير أن قطاع الثقافة بذل جهدا كبيرا في توسيع شبكة المسارح ودور العرض وإحداث بنيات تحتية جديدة كل سنة بكافة ربوع المملكة، مبرزا أن الوزارة لن تدخر أي جهد من شأنه الارتقاء بأدائها في المجال الفني عموما، والمجال المسرحي على وجه الخصوص.
وأضاف أن قطاع الثقافة عمل على وضع عدة آليات تقنية وتدبيرية ومالية تروم النهوض بالعمل الثقافي وتوفير المناخ الملائم لتشجيع عملية الإبداع الفني في ظروف مناسبة، معربا عن عزم الوزارة الموصول والثابت للمضي في نهج سياسة تشاركية منفتحة من شأنها تطوير تجربة القطاع خدمة للفن والفنانين والثقافة والمثقفين بالمملكة.
وأعربت الممثلة سعاد صابر، في تصريح خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء عقب حفل الافتتاح، عن اعتزازها وامتنانها الكبيرين بهذا التكريم، مبرزة أن هذه المبادرة تقع موقعا طيبا في قلب الفنان لاسيما الرواد منهم الذين أعطوا الكثير للفن المغربي، والفن المسرحي على وجه الخصوص.
وتخلل الحفل وصلات موسيقية اختتمها الفنان عصام سرحان، خريج برنامج المسابقات الفني”ذا فويس” (أحلى صوت) 2018 في نسخته العربية، بأداء ماتع وحضور باهر، حمل معه الجمهور الحاضر على بساط من الطرب والكلاسيكية والرقي.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبيل انطلاق حفل الافتتاح، جابت فرق موسيقية وفناني ألعاب التوازن وقاذفي النار عددا من شوارع الحمامة البيضاء في عرض بهيج غمر العامة بألوان زاهية من عروض السيرك أدخلت البهجة والسرور على كل من مر بها أو صادفها في طريقه.
وتتضمن هذه الدورة، المنظمة بتعاون مع ولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجالس المنتخبة بالجهة ومدن تطوان والمضيق والفنيدق، عروضا مسرحية داخل المسابقة الرسمية وأخرى خارجها، إلى جانب ندوة فكرية حول “التوثيق المسرحي : الواقع والآفاق”.
وتتنافس على جوائز هذه الدورة، 12 مسرحية من تطوان والرباط والحسيمة وأكادير والمحمدية والدار البيضاء والداخلة ومراكش والعيون والقنيطرة.
ويتعلق الأمر ب “بريسا” لعلي البوهالي و”بيلماون” لأمين غوادة و”إيتسوض عاوذ” و”أسترا” لمحمد آيت سي عدي و”نجمة” لأمين غوادة، و”أفرزيز” لبوسرحان الزيتوني ، فضلا عن مسرحية “العلوة” لمحمد الحر، و”الخالفة” لأمين ناسور، و”صباح ومسا” لعبد الجبار خمران و”لمبروك” لأمين ناسور و”حاسي بلا كعر” لهشام ابن عبد الوهاب، و”نسيان” لمسعود بوحسين.
وتتشكل لجنة التحكيم الرسمية من الكاتب المسرحي ، أحمد مسعاية (رئيسا)، وكل من الفنانين دنيا بوطازوت وفضيلة بنموسى وعبد الحق الزروالي وحسن بنجلون والحسين الشعبي وبوسلهام الضعيف وسالم اكويندي ومحمد الأزهر بصفتهم عضاء.
وإلى جانب العروض الرسمية (12 مسرحية)، ستقدم عروض مسرحية للكبار والصغار (18 مسرحية). وتتميز هذه الدورة بعقد لقاءات الثنائيات تحت شعار “في الفن والحياة”، وورشات تكوينية بكلية الآداب وعدد من الثانويات.
وتجري فعاليات الدورة العشرين من المهرجان الوطني للمسرح بكل من المركز الثقافي بتطوان وسينما إسبانيول، إلى جانب عرض مسرحيات على هامش المهرجان بالمركز الثقافي للا عائشة بالمضيق والمركز الثقافي الفنيدق وسينما الريف بمرتيل.