مقالات الرأي

سعيد الخياط يكتب.. من دروس “مفخرة ” المغرب أستاذتنا مريم أمجون

” بلدي قطعة من الجنة لأن جبالها عالية،وأنهارها جارية،وصحراؤها واسعة ..!!”
تأملت هذا الكلام الرائع وهذا الذوق الراقي وهذه اللغة العذبة و بتلك السرعة والبديهة في التفاعل مع الاسئلة ،…تأملت وأنا أقارنها بلغة الخشب التي يتكلم بها بعض المسؤولين فوجدت دروسا و أعاجيب أبسطها بين ايديكم كالتالي :
1) مريم طفلة ذات تسع سنوات وهي معتزة بوطنها شغوفة ببلدها ، مشرفة لها مرفوعة القامة في الاعتزاز بوطنيتها غيورة على ابناء بلدها حريصة على مستقبل اخوانها وأخواتها وأصدقائها وشاكرة لوالديها ولمن كان له الفضل عليها حامدة شاكرة لربها ، ….وبالتالي فهي منظومة قيم وخصال رفيعة تمشي على الأرض
2) مريم بهذا الوصف الرائع لبلدها “قطعة من الجنة ” استعملت ( حقلا دلاليا) يمتح من الجنة وأوصافها ؛ فبقولها * جبالها عالية * فقد عبرت عن العلو والرفعة والسمو وهي من أوصاف الجنة كما في قوله عز وجل في سورة الغاشية : ( في جنة عالية ) ..و كما يتبين من وصف القرآن ( يجزون الغرفة بما صبروا ) و( وفي عليين )و ( ومزاجه من تسنيم ) و( عند سدرة المنتهى عندها جنة المأو ى).. وغير ذلك كثير ..
وبقولها * انهارها جارية * فقد عبرت عن وصف للجنة يكاد يكون ملازما لذكر الجنة في القرآن عند قوله عز وجل : ( جنات تجري من تحتها الانهار )كما في سورة البينة ،وسورة البروج وغيرها كثير …وقد كانت هذه الصفة وحدها ، ملهمة، لأجدادنا المهندسين بالأندلس عند بنائهم للحصون والقصور بحيث كانوا يجعلون الأنهار والسواقي تمر من تحت البنايات وفي فناءاتها و المياه تضخ من نافوراتها فيما سمي أنذاك ب: ” الهندسة الفردوسية ” …
وبقولها : * صحراؤها واسعة * : فقد عبرت أيضا بوصف مرتبط بالجنة في مواضع عديدة من كتاب الله وهو منتهى الوسع والشساعة مما لا يحصيه الا علم الله سبحانه وتعالى … كقوله عز وجل : ( وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ) في سورة آل عمران وفي سورة الحديد عند قوله : ( وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله )…
هذا قليل من كثير ، وغيض من فيض …فشكرا لك أستاذتنا مريم ! دروسك أقنعتنا و امتعتنا !! ..ومزيدا من التوفيق بإذن الله

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق