سياسة
بورحيم: إسبانيا تريد هجرة سرية صامتة.. والمغرب قد يساهم في إرباك الحكومة
أكد سعيد بورحيم الفاعل الجمعوي المغربي المقيم بشبه الجزيرة الإيبيرية، أن أي حكومة إسبانية تريد هجرة سرية صامتة دون أن تخلق قلاقل وتزعج المواطن، لأنها تراهن على صوت الناخب باعتبار ان الملف يمكن أن يميل الكفة وخير دليل موجة الاحزاب السياسية اليمينية المتطرفة.
وأضاف بورحيم، في تصريح ل”شمالي”، أن “أوروبا المنافقة” تروج لخطاب إعلامي مغاير تجاه المهاجرين، لكنها في المقابل تستفيد من المهاجرين بشكل كبير، مشددا على ضرورة أن تدرس الحكومات الأوروبية هذا الموضوع من جميع أبعاده وبالمقدار الذي تحدده هي دون ازعاج المواطن حيث هناك مشكل نفسي، مشيرا في الآن ذاته أن الاتحاد الاوروبي استفاد من المهاجرين حيث وصل عدد اللاجئين السوريين في المانيا إلى أكثرمن مليون، مما سيوفر موارد بشرية مهمة تساهم في تنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا.
وبخصوص العلاقة الإسبانية المغربية، قال سعيد بورحيم إنه “من خلال السياق نقرأ أن المغرب يبعث رسائل عديدة للجارة إسبانيا آخرها قضية المهاجرين”، مشيرا إلى أن المغرب لديه أدوات يمكن أن يساهم في إرباك السياسة الداخلية للحكومة الاسبانية، وذلك اذا ما تم بعث رسائل تضرب في الوحدة الترابية المغربية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن عدم استقبال الملك محمد السادس لحد الآن لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو شانتشيز، دلالة إلى الأهمية التي يبرزها المغرب، علما بأنه في العادة يقوم رئيس الحكومة الإسبانية بأول زيارة خارجية بعد تنصيبه إلى الجار الجنوبي المغرب منذ عقود، مضيفا أن المغرب لديه اصدقائه مثل “فيليبي سابيطيرو”، الذي ينوه بدور المغرب في نجاح اسبانيا وتطورها، وسيلعب دورا كبيرا من أجل تدليل الصعاب بين الجانبين.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية وعلاقتها بالهجرة، أكد بورحيم على أن قضية الصحراء المغربية لا يمكن أن يتم المساومة بها في العلن ويجب أن نجد حلولا وأوراق أخرى للتفاوض مع الأوروبيين.
بورحيم شدد على أن ملف الهجرة يجب أن يكون ملف دولة فوق الاحزاب السياسية كملف التعليم والأمن والعديد من الملفات الأخرى الحساسة، مردفا بأن اليمين يستعمله من أجل الانقضاض على الاشتراكيين، في حين أن الحزب الاشتراكي الحاكم يؤكد في سياسته بخصوص الهجرة بأن الملف يهم أوربا بشكل عام، مشيرا إلى رئيس الحكومة الحالي عندما كان في المعارضة أقام الدنيا وأقعدها بخصوص ملف الهجرة، مشيرا إلى هناك مؤسسات حقوقية طالبت بفتح تحقيق في هذه الأحداث الأخيرة المتعلقة بدخول عدد كبير من المهاجرين من خلال ممر مضيق جبل طارق.
رئيس أحد الجمعيات الخيرية الكبيرة بأوروبا، أبرز خلال تصريح ل”شمالي”، التوصيات الأوروبية الداعية للحوار مع دول الجوار والمصدرة للهجرة وبدرجة كبرى مع المغرب بخصوص ملف الهجرة ومحاولة الدعم المادي لهذه الدول، مؤكدا على ضرورة احترام البعد الانساني والتعامل بطريقة لائقة مع المهاجرين العابرين للبحر الأبيض المتوسط في اتجاه الشمال الأوروبي وذلك بالإستعانة بالمؤسسات الانسانية المختصة ، واحترام رغبة العديد من الافارقة في الهجرة إلى القارة العجوز.
وأشار المتحدث ذاته، إلى الدور الذي تلعبه المافيا المختصة في الاتجار بالبشر في الساحل المتوسطي في الهجرة، مطالبا باقحام كل الدول الاوروبية في تحمل مسؤولية هذا الملف الكبير، ومحاربة هذه المافيات المستغلة لهؤلاء المهاجرين غير النظاميين.