مقالات الرأي
لماذا فوز العدالة والتنمية سيجعل المغرب يتغير؟
دلالات فوزالعدالة والتنمية أعمق بكثير مما توحي به الأرقام والمناصب؛ أعتقد أن الفوز مجرد مؤشرعلى تغيرات كبرى تطرأ على المغرب في الاقتصاد والسياسة والمجتمع تصب في الاعتقاد أن البلاد تسير فعلا نحو الديموقراطية والتطور.
أولى التغيرات وعي السلطة بأن التحكم يأتي بتأثيرات غير مرجوة، وعليه فقد التزمت الحياد، بل وقامت بالتحيز الإيجابي عبر تشجيع المشاركة ومراقبة سير العملية الانتخابية؛ أعتقد من خلال هذه الملاحظة أن المغرب قد وُضع على سكة الديموقراطية في انتظار مؤشرات أخرى تؤكد هذا الأمر أو تنفيه.
فوز العدالة والتنمية يؤكد أن الشعب المغربي (ممثلا في من شاركوا في العملية الانتخابية) متفائل. حديث بعض فئات المجتمع من زاوية عدمية عن اللاأمل في التغيير واليأس من السياسة ليس إلا نوعا من التماهي وأنه ما إن تلوح فرصة لصنع التغيير فإنه لا يتوانى عن انتهازها.
الثقة في حزب العدالة والتنمية تؤكد أن سلوك المواطن المغربي إيجابي، فهو يجيد التقييم ويضع مسافة مع خطاب المعارضة الذي لا يقدم حلولا ويقوم أساسا على التحريض٬ كما أن المواطن المغربي شجاع، لم يستسلم لإغراء المال ولا لسادية البلطجة.
المفارقة الواضحة في نتائج المدن والبوادي، وإن دلت على ارتفاع نسبة الوعي بالحواضر الكبرى، فإنها في المقابل تدق ناقوس التحذير من أن السياسة في القرى والبوادي لم تراوح مكانها منذ أيام البصري. يجب تدارك هذا الأمر عبر اسقاط النجاح في رفع نسبة الوعي السياسي بالمدن على البوادي، وإلا فإن اتساع الفجوة بين المجالين قد ينذر بتكريس مغرب بزمانين…
مغادرة بعض الأسماء لمكاتبها وكراسيها مؤشر ملموس على أن خطاب الدولة عن الحكامة ومحاربة الفساد انتقل إلى مرحلة التطبيق بل وبدأ يفرز نتائج.
ختاما فإن انتخابات 4 شتنبر سواء في حملتها أو خطاباتها أو نتائجها قد أبانت عن معطيات جديدة لمغرب جديد لم تعد الدولة فيه متحكمة ولم يعد المواطن غافلا أو مهادنا.
عمر التجاني
أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بالعرائش
باحث مشارك بمركز البحوث والدراسات في التسيير جامعة بو/ فرنسا