سياسة
هل تسلم أرض محمية السلوقية المحروقة بطنجة لبناء مشروع استثماري إماراتي ؟
يتسأل العديد من الفاعلين الجمعويين ونشطاء مواقع التواصل الإجتماعي، حول مآل أراضي غابة السلوقية بطنجة التي نشبت فيها خلال الأيام الأخيرة نيران أتت على أغلب أشجارها، وذلك بعد ترويج لمشروع استثماري إماراتي على جزء من هذه الأراضي المحروقة بمحمية السلوقية والغابات المجاورة لها.
وأكد عدنان المعز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات وأبحاث التنمية المحلية، أن تصميم التهيئة الجديد غير المصادق عليه بعد يذهب في سياق تفويت هذه الأراضي لصالح هذا المشروع الإماراني ، وكما أنه تم التخطيط له من أجل أن يرى هذا المشروع النور ، فالمنطقة التي تمت الاشارة اليها بالتصمبم الهندسي للمشروع الاستثماري، كانت محط جدل كبير عند وضع تصميم التهيئة الجديد.
وأضاف المعز، أن المنطقة تم تحويلها من أرض منصوص عليها كمنطقة محمية طبيعية إلى منطقة لإقامة مشاريع سياحية، رغم اعتراض مندوبية المياه والغابات إلا أن مؤسسات محلية بالمدينة كان لها رأي آخر، وبالتالي فإنه إذا تمت المصادقة على تصميم التهيئة الجديد فإنه من تحصيل حاصل أن يتم إقامة هكذا مشروع والذي سيكون على جزء كبير من آخر محمية طبيعية بطنجة وهي غابة السلوقية وإقامة مستوطنة إماراتية كبرى، مستدركا “مع الآسف السلوقية يتم اغتيالها عن سبق اصرار وترصد”.
وطالب المتحدث ذاته، عمدة طنجة لرفض مقترح تفويت جزء من محمية السلوقية للاستثمارات الخليجية، مشيرا إلى أن المنطقة المعنية سنوات والاطماع على هاته المنطقة، حيث حاول الوالي حصاد أن يمرر ذلك عبر قرار استثنائي في مسطرة التعمير، فواجه غضب جامح لساكنة طنجة بكل تلاوينها سنة 2012 فتراجع عن ذلك، والان الوالي اليعقوبي يعود عبر تصميم التهيئة الجديد ويحاول تفويت جزء من محمية السلوقية للاستثمارات السياحية والتي لن تكون إلا لرأس المال الخليجي، مؤكدا أن “غابات طنجة ليست للتفويت ومستعدون للاحتجاج والترافع فغابات طنجة ليست للبيع” .
وحول رأي جماعة طنجة بخصوص هذا الموضوع، أكد أحمد الطلحي رئيس لجنة التعمير بالمجلس الجماعي، أن الجماعة ترفض اقتراح تحويل المنطقة مفتوحة للمشاريع السياحية، مؤكدا أنها ستعمل من أجل تحريم أي نوع من البناء في هذه المحمية، لإنها المنطقة الطبيعية والمتنفس الوحيد لساكنة طنجة، وكذا ممر لعبور الطيور المهاجرة.
وأشار المتحدث ذاته، أن الجماعة اقترحت تصنيف هذه المنطقة ضمن التراث العالمي بسبب هذه الأهمية البيولوجية والايكولوجية القصوى، حيث كانت في الأسابيع الأخيرة لقاءات مع خبراء اليونيسكو تم عرض هذا المقترح عليهم، لكنه لم يحضى بإجماع كل الأطراف المعنية.
وأضاف الطلحي، أن الاقتراح الموجود في تصميم التهيئة والذي ترفضه الجماعة ، يشير إلى أن المنطقة “Z .A. T”، حيث سيستقبل مشاريع سياحية يكلف بناء بسيطا، ولا يوجد فيها فنادق ولا فيلات.