مقالات الرأي

حراك الريف.. وفشل المقاربة الامنية ؟

احتجاجات الساكنة اصبحت تتسع كما ونوعا ، والملف المطلبي انتقل من الاجتماعي الصرف الى الاجتماعي السياسي ، وهو امر ينذر بتشكيل مزاج شعبي يقطع مع ادبيات الاحتجاج الاجتماعي الكلاسيكي الى الاخد بطريقة نضال الاقليات في المجتمعات التي تعرف تعدد الاعراق والديانات .
مند انطلاق الحراك بمدينة الحسيمة بعد مقتل محسن فكري عمدت الدولة على استعمال الاساليب الكلاسيكية للتعاطي مع الاحتجاجات الاجتماعية المتكررة في بلد يعرف سوء توزيع للثروات وخلل في منظومته التنموية والديموقراطية على حد سواء ، فتم استعمال بالريف اسلوب الجزرة والعصى وذلك بسياسة اعفاء المسؤولين وتقديم الوعود المعسولة التي تتحدث على ان التنمية في نهاية ذاك الطريق ،الامر الذي لم يحدث ولم يعطي اكله مع ساكنة الريف ، فتحولت الجزرة الى عصى وذلك بتعنيف المحتجين والمنع والقمع والتخوين واستعمال مجموعة من الجرائد الالكترونية بالريف وطنجة ومدن أخرى لتخوين قادة الحراك وعملت على تشويه سمعتهم بل و تهديدهم .
من الامور التي تنبه اليها الجميع سواء الاجهزة الامنية اوالمحللين والمتتبعين ان الحراك تجاوز المطالب الاجتماعية الصرفة وكذا اساليب الاحتجاج الاجتماعية التقليدية الى رفع مطالب اجتماعية ذات عمق سياسي تظهر جليا في الشعار الذي حمله زعيم الحراك ناصر الزفزافي “جلالة الشعب الريفي العظيم ” ، كما ان استعمال اسلوب القسم من اجل عدم خيانة الحراك الشعبي و اساليب الاحتجاج المعروفة بدول امريكا الجنوبية اصبحت مؤشرات واضحة الدلالة على نضج الحراك ودخوله مرحلة مهمة من التظيم الذاتي ومقارعته للسياسات الامنية المنفذة ….الان الحراك اصبح يتجاوز المراكز الحضرية التي نشأ بها الى الدواوير والمداشر وبدات انباء تتحدث عن تكوين لجان دعم للحراك في مدن خارج الريف التقليدي الى مدن اخرى مثل تطوان…فالحراك يتمدد .
وهو ما سيجعل الدولة في ورطة حقيقية بالنسبة الى طبيعة المقاربة التي ستعتمدها مستقبلا في تعاملها مع الحراك الشعبي بالريف ، ام انها ستغامر بالسير بالمقاربة الامنية حتى النهاية ، والتي يظهر انها فشلت فشلا ذريعا ، وهو مايستشف من تصريحات قادة الحراك وبعض المنتخبين بالريف على ان “الحسيمة ليست طنجة ” في اشارة الى منهجية والي الجهة في الاشتغال والتعاطي مع الملفات بشكل فردي مع تهميش المنتخبين وتحميلهم المسؤولين امام الساكنة لكسب الراي العام وهي سياسة نجحت في طنجة بينما يظهر انها فشلت في الحسيمة لحد الان حسب تصريحات ابرز قيادات الحراك …..الحراك اصبح اكثر تنظيما وافرز قيادات محلية اصبح لها حضن شعبي واصبحت تقارن بالرمزية النضالية والتاريخية لمحمد بن عبد الكريم الخطابي كما هو الشان لناصر الزفزافي الذي اصبحا رمزا للحراك ….اليوم الكل يترقب تطورات الحراك بالريف الذي حسب الاخبار الواردة من هناك انه لازال يعد بتطورات مهمة في الايام و الاسابيع القادمة ؟

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق