سياسة
مئات المهاجرين يقتحمون جيب سبتة المحتلة
اقتحم مئات المهاجرين فجر الجمعة لجيب سبتة المحتلة بينما تهدد الرباط بعدم مراقبة تدفق المهاجرين اذا لم تتم تسوية النزاع الزراعي مع الاتحاد الاوروبي.
واعلن الحرس المدني الاسباني لوكالة فرانس برس ان “مئات” المهاجرين دخلوا وجرح بعضهم.
وقال ناطق باسم الحرس المدني ان ثلاثة من فراد قوات الامن جرحوا وهم يحاولون منع عملية الدخول الجماعية هذه.
وظهرت في لقطات بثها تلفزيون صحيفة فارو دي سويتا المحلية عشرات المهاجرين يتجولون فرحين في الجيب المطل على المتوسط.
– “حرية! حرية!”
هتف شاب افريقي لف حوله علما اوروبيا “تحيا اسبانبا”، بينما قال آخر وقد عقد العلم الاسباني حول عنقه “حرية حرية!”.
وعند وصولهم الى الاراضي الاسبانية يصبح من حق هؤلاء المهاجرين تقديم طلب لجوء، والاستقرار في الاتحاد الاوروبي اذا قبل هذا الطلب.
وقالت فرق الانقاذ والصليب الاحمر الاسباني على موقع تويتر انها تقدم مساعدة صباح الجمعة ل400 شخص يتم استقبالهم في مركز للاحتجاز الاداري في سبتة.
ويأتي هذا الدخول الجماعي الذي يعد من الاكبر منذ زيادة ارتفاع الحاجز في 2015، بينم يدور خلاف بين المغرب والاتحاد الاوروبي حول تفسير اتفاق للتبادل الحر يتعلق بالمنتجات الزراعية وصيد السمك.
وفي قرار تحكيم في نهاية 2016، قالت محكمة العدل الاوروبية ان الصحراء المغربية، ليست مشمولة بهذا الاتفاق لان الاسرة الدولية لم تقرر وضعها.
– تحذير مغربي –
حذرت وزارة الزراعة المغربية في السادس من فبراير من تداعيات “وخيمة سيتحمل الاتحاد الأوروبي كامل المسؤولية عنها” اذا لم يتم تطبيق الاتفاق، بينها “(…) خطر حقيقي لعودة تدفق المهاجرين”.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال وزير الزراعة المغربي عزيز أخنوش مطلع فبراير “هناك حكم قضائي، ويجب أن تكون الأمور بيننا واضحة وصريحة حول المستقبل الذي نريد أن نبنيه ونطوره بين المغرب والاتحاد الأوروبي”.
وأضاف “لدينا اتفاق تجاري للتبادل الحر من المفروض أنه مبني على أساس شراكة رابح-رابح (…) لكن للأسف هناك اليوم مساحات من الشك حول ما يجري في العاصمة الأوروبية بروكسل”.
من جهته، اكد رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي ردا على سؤال لفرانس برس الاربعاء عن العلاقات بين مدريد والرباط ان العلاقات بين المملكتين ممتازة.
وقال ان “المغرب لم يبتزنا يوما”. واضاف “لدينا علاقة رائعة (…) في مكافحة المافيات (…) ضد الارهاب ونتعاون في عدد من المجالات”.
وتعود آخر محاولة لدخول سبتة المحتلة الى ليلة رأس السنة عندما سعى آلاف المهاجرين الى عبور حاجز يبلغ ارتفاعه ستة امتار يحيط بالجيب، في عمل خطير يصاب فيه كثيرون بجروح في اغلب الاحيان. لكن المهاجرين اخفقوا حينذاك.
وجيب سبتة محاط منذ مطلع الالفية الجديدة بسياج مزدوج يبلغ طوله ثمانية كيلومترات.
والجيب الذي تطالب بها الرباط يشكل مع مليلية الحدود الوحيدة بين القارة الافريقية واوروبا ونقطة عبور للهجرة السرية انطلاقا من دول افريقيا السوداء والمغرب العربي.