مقالات الرأي
ربط البلوكاج ببنكيران: رأي خطأ ووجهة خطأ وزمن خطأ
إن ربط البلوكاج بعبد الإله بنكيران فيه كثير من التعسف، فهو عكس ما يراد الترويج له رجل التوافقات التاريخية بل لربما كان عيبه أنه ينحو أحيانا كثيرة إلى كثير التوافق حتى يقال له أكثرت.
الإشكال اليوم أكبر من شخص بنكيران .. اليوم الإشكال الكبير هو ما أفرزته الانتخابات المتتالية من تصدر العدالة والتنمية للمشهد السياسي والانتخابي وهذا يزعج كثيرا وينتج ردود أفعال تتغيى تحجيمه بأي وسيلة كانت..
يعرف المتابعون أن العدالة والتنمية مستوعب جيدا لهذا الهاجس وهو اقتناعا لا تحايلا يوسع تحالفاته وينوعها، لكن كل هذا لا يمكن أن يتم دون منطق ودون حد أدنى معقول يرصد المكتسبات الديموقراطية ويعطي معنى للانتخابات ونتائجها السياسية، وإلا أصبح التوافق خارج هذا المنطق مضرا بالسياسة نفسها ولا أدل على ذلك تعالي أصوات تدلل على عدم جدوى العملية الانتخابية من أصلها…
من يريد أن يخرج البلوكاج عن هذا السياق ويربطه بشخص بنكيران هو مجانب للصواب ويوجه رأيه الوجهة الخطأ في الزمن الخطأ…
الاستراتيجية هي التحجيم والإنهاك ما أمكن، وهذا سيناريو كان متوقعا منذ البداية، ولم يكن مسموحا لبنكيران أن يشكل أغلبيته في سبعة أيام، لا بد للانتصار الانتخابي من تكلفة ”سياسية”، ولا يمكن، في منطق التحجيم، أن يهدى لبنكيران نصرا سياسيا يُضاف إلى نصره الانتخابي…
والخلاصة أن هناك صراع حقيقي وعميق، وهناك تدافع حقيقي بين إرادتين حول “فائض القيمة” في مجالي الديموقراطية والثروة. كيف ترسخ أقدامنا أكثر في الديموقراطية، وكيف تنمو ثرواتنا على أسس مستدامة، وشفافة وتنافسية وكيف توزع عدلا لا ريعا وعطاء… في العمق هذه هي كل الحكاية…
السياسي الفطن والنبيه لا يكذب أهله، ولا يضيع بوصلته، وجهته أن يدفع بوطنه قدما ليرتقي، التوافقات والتنازلات والمرونة والصبر والتطاوع وغير ذلك هي قوالب لمضامين وهي ليست مطلوبة لذاتها دونما معنى ودونما قصد .. والمضمون واضح وضوح الشمس في وسط النهار، الوطن كبير حينما تكبر رجالاته وواسع فسيح حينما تتسع حرياته وهو شامخ سامق حين ترسخ ديموقراطيته…وغير ذلك صغار وضيق وانحدار. ..
دمتم سالمين