كم نحن سدج وأغبياء. نحن، من يُطلَق علينا اسم “العرب” (مع تحفظي على هذه التسمية، فالعرب الحقيقيون هم فقط أهل شبه الجزيرة واليمن، وما عداهم سُمّوا قديمًا بالعجم، لكن هذا موضوع آخر).
بالأمس القريب أوهمونا أن حكيمي أفضل لاعب في العالم، وأن أرقامه هي الأجمل، فصفقنا وهلّلنا ورقصنا، وفي رمشة عين أعادونا إلى مقاعدنا بلا شيء، سوى الوهم. على رأي السيدة ماجدة: “لا شيء معنا سوى وهم”.
وبالأمس أيضًا، أعلنت كل من إسبانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطين. لكن أي فلسطين هذه التي اعترفوا بها؟
هل هي فلسطين ما قبل 1948؟ أم فلسطين ما قبل 1967؟ أم فلسطين ما قبل 2024؟
أي حدود، أي عملة، أي عاصمة؟
هل بغزة أم بدون غزة؟ بحماس أم بدون حماس؟
واليوم يخرج علينا “الرفيق” توني بلير، وبإخراج متقن، ليُقال لنا إنه سيترأس “السلطة الانتقالية في غزة”! والمفارقة أن الوحيدة التي كشفت هذه القصة قبل أيام كانت جورجيا ميلوني حين قالت بوضوح: “لا يمكن أن نعترف بدولة لا وجود لها على أرض الواقع، إلا من أجل البهرجة”.
ميلوني نفسها التي بنظرة من عينيها جلبت الغاز الجزائري إلى إيطاليا، والتي قبل أيام فقط وضعت اللجام في فم الأخ أسعد الشرع.
نعم، نحن سدج وأغبياء، ومزاجيون، وحتى متصابون. أخطاؤنا متعددة، متكررة، ونتفنن في عدم التعلم.
ويبقى السؤال الأهم: هل نحن مجرد سدج… أم أننا متآمرون على أنفسنا؟