أثارت بناية متوقفة في منطقة الفيلات الواقعة بتجزئة طنجيس التابعة لمقاطعة مغوغة بمدينة طنجة، موجة استياء واسعة في صفوف الساكنة، بعدما تحولت البناية بشكل مثير للريبة إلى ما يشبه “مصنعًا إسمنتيًا”، في قلب حي سكني راقٍ مخصص للفيلات، وتحديدًا بموقع مطل على شاطئ الغندوري، في خرق واضح لتصميم التهيئة وتوجيهات وثيقة التعمير السارية بالمنطقة.
وتُظهر صور حديثة أن البناية خرجت تمامًا عن النسق المعماري للحي، مع غياب التراجعات القانونية، وتجاوز العلو المسموح به، وملامح معمارية لا تتماشى مع الطابع السكني للفيلات. كما تفيد وثيقة رسمية بأن المشروع لا يحترم مقتضيات رخصة البناء المسلمة، في انتهاك صارخ لقانون التعمير 90.12، وكذا القانون 66.12 المتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في ميدان التعمير والبناء.
ورغم أن البناية لم تُستكمل، إلا أن توقف الأشغال منذ مدة حوّلها إلى هيكل إسمنتي مشوّه يطل مباشرة على البحر، ما يثير تساؤلات حول خلفية الترخيص الأولي، وأسباب غياب تدخل فوري لوقف هذا العبث المعماري الذي يُسيء لجمالية المنطقة ويفقدها قيمتها السياحية والعقارية.
وتأتي هذه الواقعة في وقت تستعد فيه السلطات المحلية بطنجة، بتعليمات مباشرة من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، لإطلاق حملة هدم واسعة تشمل كل البنايات المخالفة وغير المرخصة، بما في ذلك تلك الموجودة بالأحياء الراقية، بعد أن ظل تطبيق القانون لسنوات يطال الأحياء الشعبية فقط.
ويطالب سكان تجزئة طنجيس والي الجهة بالتدخل العاجل للتحقيق في ملابسات المشروع، وإعمال مبدأ العدالة المجالية في تنفيذ قرارات الهدم، حمايةً للسلم العمراني واحترامًا للقانون.
ويُذكر أن مدينة سلا كانت قد شهدت مؤخرًا هدم “فيلا السبوعة”، بعد موجة من الانتقادات الشعبية والحقوقية، حيث شُيّدت في موقع ساحلي حساس وبأسلوب هندسي خارج الضوابط، وهو ما جعل تدخل السلطات محل ترحيب واسع.