تتواصل، منذ بداية شهر يونيو، طقوس “البيزوطاج” داخل كلية الطب والصيدلة بطنجة، وباقي الكليات والمستشفيات الجامعية بالمغرب، وسط تزايد الأصوات المطالبة بوضع حد نهائي لهذه الممارسات التي تُوصف بأنها عنيفة ومهينة للطلبة الجدد.
ورغم أن هذه الطقوس تُروَّج كتقاليد “للاندماج وكسر الجليد”، إلا أن شهادات متطابقة تؤكد أنها تتحول في الواقع إلى أعمال تنمر نفسي، واستعراضات عبثية تُمارس تحت الإكراه، وأحيانًا تحمل طابعًا عنيفًا أو خطرًا على السلامة الجسدية.
وأكد طلبة بكلية الطب بطنجة، في تصريحات متفرقة، أن بعض الأنشطة شملت ارتداء أزياء ساخرة، تقليد أصوات، الزحف على الأرض، والقيام بعروض مهينة، يتم تصويرها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقة المعنيين، ما يزيد من وطأة الإحراج والضغط النفسي.
وحذّرت فعاليات طبية وتربوية من تبعات هذه الممارسات على الصحة النفسية للطلبة، والتي قد تشمل اضطرابات القلق والعزلة وحتى أفكارًا انتحارية في بعض الحالات. كما نُبّه إلى خطورة بعض “التحديات الجسدية” التي يُجبر عليها الطلبة الجدد، دون أي إشراف طبي، كحمل أوزان ثقيلة أو الركض لساعات طويلة.
ورغم أن وزارة التعليم العالي المغربية سبق أن شدّدت على منع مثل هذه الممارسات داخل مؤسسات التعليم العالي، إلا أن غياب المتابعة الإدارية، واستمرار ثقافة “الصمت والتطبيع”، يجعل هذه الطقوس تتكرر سنويًا دون محاسبة.
وتطالب أصوات طلابية وحقوقية بتبني نموذج جديد للاندماج داخل كليات الطب، يرتكز على الإرشاد والدعم النفسي والتطوع والأنشطة الثقافية، في أجواء تُعزّز الاحترام المتبادل وتُبعد شبح الإذلال والتنمر.
ويؤكد المتابعون أن مؤسسات تكوين الأطباء مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتجسيد قيم الكرامة والأخلاق، بدل التطبيع مع العنف الرمزي الذي يُناقض رسالتها النبيلة.