سياسة
ما الفرق بين حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية؟
د. مصطفى بوكرن
لن أسلك منهج “المقارنة التزامنية”، بل سأصف كيف يفكر العقل السياسي لكل
أبدأ بالبام ثم أنتقل إلى البيجيدي، وأترك للقارئ الكريم أن يخرج بخلاصة المقارنة التي يريد.
1- حزب الأصالة المعاصرة
يعرف البام السياسة أنها ممارسة مغايرة وجديدة، لا تشبه الممارسات التقليدية، المعروفة في المغرب، وسار على هذا المعنى طيلة تأسيسه إلى الآن.
حزب البام هو من الأحزاب المغربية النادرة، التي تجدد موقع الأمين العام بسرعة، فمنذ تأسيسه في 8 غشت 2008 إلى الآن تعاقب عليه الأمناء العامون التالية أسماؤهم:” في التأسيس انتخب حسن بنعدي، ثم الشيخ بيد الله انتخب في 22 فبراير 2009، ثم مصطفى الباكوري انتخب في 19 فبرير 2012، ثم إلياس العماري انتخب 24 يناير 2016″.
دون أن نتحدث عن المؤسس فؤاد عالي الهمة الذي غادر منصب الوزير المنتدب في وزارة الداخلية في 7 غشت في 2007 وقبل الملك استقالته، ورجع يوم 7 ديسمبر2011 مستشار ملكيا، وأطلق في 17 يناير 2008 حركة لكل الديمقراطيين، وأصبح أحمد اخشيشن رئيسا للحركة.
في ظرف 9سنوات، تعاقب على المشروع السياسي للبام على مستوى رأس القيادة، ستة قادة(المؤسس عالي الهمة ظل مؤسسا “4 سنوات”، أحمد خشيشن رئيس الحركة “8 أشهر”، ثم الأمناء العامون للحزب:”بنعدي لم يكمل سنة، بيد الله 3 سنوات، الباكوري 4 سنوات، العماري لم يمر انتخابه سوى 10 أشهر).
والملاحظ، أن المؤسس فؤاد علي الهمة لم يتقلد أي مسؤولية، فهو الراعي الرسمي للحزب لمدة أربع سنوات، لكن حضوره في المشهد السياسي المغربي غريب جدا، غادر الديوان الملكي، ولم يعرف الناس في البداية ما هو السبب وما هي الوظيفة المقبلة، لأن الهمة كان ينكر عزمه تأسيس حزب سياسي، لكن المفاجأة كانت كبيرة، تأسيس حركة بطريقة مفاجئة، ثم بعد 5 أشهر أسس الحزب، ثم بعد ذلك تحقق الاكتساح في انتخابات يونيو 2009، البام يفوز 6015 مقعدا.
في ظرف زمني قياسي، قدره 10 أشهر على تأسيس الحزب احتل المرتبة الأولى، سرعة قياسية هائلة، في الظهور، فككت المشهد الحزبي المغربي، أعقب ذلك الكثير من التخوفات، إلى أن خرج الحراك العشريني في فبراير 2011، ثم خطاب 9 مارس 2011، ثم دستور 1 يوليوز 2011، ثم انتخابات 25 نونبر 2011، ثم فوز العدالة والتنمية وتكليف الملك لعبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة، ليجد بنكيران فؤاد عالي الهمة ينتظره داخل الديوان الملكي، لأن الملك عينه مستشارا يوم 7 دجنبر 2011..يا لها من مفارقة، خرج ليحارب حزبه عبرالأداة الحزبية، وعاد ليلجم قوته من داخل أجهزة الدولة!
هذه السرعة في تجدد القيادات، في ظهور أخرى واختفاء أخرى، بنعدي قدم استقالته، الهمة قدم استقالته، لم يستقر البام إلا مع بيد الله ثم الباكوري.
قد يقول قائل، إن هذا التجدد القيادي ينم عن حيوية ديمقراطية داخل البام؛ لكن في الحقيقة لا ديمقراطية بدون وجود تنافس داخلي حقيقي داخل الحزب، حيث أن القيادات تتطور عبر مسار طبيعي، لكن البام لا يتطور بشكل طبيعي، هو يتطور بطفرات مفاجئة جدا، ولذلك، يحتاج في كل فترة إلى “تنصيب جديد” لقيادي جديد، والحزب الذي يعرف هذا التطور السريع، لا يضم في صفوفه مناضلين أعضاء لهم عقيدة نضالية، لأن هذه العقيدة تتطلب وقتا طويلا لاختمارها وانتشارها والدعوة إليها.
إذن البام، يعرف دينامية مذهلة على مستوى رأس القيادة، لأنه لا يملك قواعد نضالية، تفرز قيادة بشكل طبيعي، ويحتاج ذلك إلى وقت اطول.
فالبام كطبل كبير ظاهره القوة (أسماء رنانة) لكن في بطنه الفراغ.
إذن هو حزب لا إيديولوجية له ولا عقدية له، لأنه ليس حزب مناضلين، تأسس ليبتلع كل محطة انتخابية، ليكون في التسيير الجماعي والحكومي.
فيتطلب هذا الهدف، التكيف السريع، وإقدامه على مبادرات غرائبية وفجائية، واغرب مفاجأة (فؤاد علي الهمة يغادر الديوان الملكي ويعود إليه بعد اربع سنوات دون حسيب أو رقيب)
هذه التحولات السريعة، التي لا تحترم طبيعة تطور الحزب السياسي، هدفها بلع الانتخابات من أجل “التسيير لا المعارضة”.
لو حقق أي حزب آخر ما حققه البام، لطار فرحا وطربا، ففي 7 أكتوبر 2016، حصد البام102 مقعدا، لكن الحزب لا يعبر عن أنه حقق إنجازا مبهرا، ويشعر بالفرح، لأن هدفه هو الفوز، للوصول إلى رئاسة الحكومة، لكن لو حقق هذا الرقم اي حزب، غير البام، لقاربه من منظور آخر، وخاصة إن كان حزبا خرج من رحم الشعب، سيعتبر أن مشروعه السياسي أصبح يتوسع ويحتضنه المجتمع في الحواضر و القرى، وأن مشروعه يستقبل بالاعتراف الانتخابي من طرف المغاربة، حتى لو لم يفز في الانتخابات.
لكن البام، لم يخرج من صلب حراك مجتمعي ولأغراض مجمتعية، هو خرج من صلب السلطة لأغراض سلطوية انتخابية، بغية مواجهة حزب العدالة التنمية، وتلجيم شهيته من الاكتساح الانتخابي، فهو لا يقيس نجاحه بمدى انتشار مشروعه في المجتمع، وأن المواطنين، مقبلون على هذا المشروع، فمؤشر النجاح عنده، أن يفوز بالانتخابات أو يزاحم البيجدي ويضياقه.
البام هو أداة انتخابية بامتياز، وهذا ما قاله غير واحد من قيادة البام، فعبد اللطيف وهبي اعتبر أن اللجنة الوطنية للانتخابات ابتعلت الحزب، وسبقه إلى ذلك صلاح الوديع.
خلاصة: العقل السياسي للبام هو عقل أداتي، ينظر إلى المشهد الحزبي والسياسي، كمصنع تخرج منه ما تريد، بسرعة البرق، ولا ينظر إلى السياسة على أنها ظاهرة اجتماعية وثقافية ونفسيية معقدة، ترتبط بمجتمع يعيش لحظة سياسية معينة. هذا العقل الأداتي لا يفكر، هو يؤمن بالعمل ولو كان انتحاريا، المهم أن يصل إلى هدفه بأقصى سرعة، وهذا ينبطق على فجائية البلاغ الأخير للبام، الذي يطالب بتعديلات دستورية، أو مقالات العماري، هذا السلوك السياسي لا ينتمي إلى حقل السياسة هو ينتمي إلى حقل المصنع، الذي من صفاته البرود الشديد، لأنه يتعامل مع الآلة، ولا يتعامل مع الإنسان!، وهذا العقل عدو للذاكرة، يقدس الآن وهنا.
عدم فوز بالبام بانتخابات 7 أكتوبر، هو زلزال بالنسبة إليه، لأن البام انطلق بسرعة الصاروخ، ليصل إلى مبتغاه “رئاسة الحكومة”، فوز البيجيدي، يلجم السرعة القياسية للبام، حتى ليكاد ان ينفجر.
ولذلك، هذه القوة المخزنة في بطنه، سيستثمرها بطريقة عجيبة و غريبة، وإلا سينفجر!
2- حزب العدالة والتنمية
يُعرّف بنكيران السياسة :” تدبير الإكراهات”، بمعنى من لا يدبر الإكراهات مقللا الخسائر، فهو لا يمارس السياسية.
لا معنى للسياسة إن لم يكن الفاعل في خضمها، يندرج ضمن وضعيات “صعبة ومعقدة”، تجعله يجمد مشاعره إلى درجة حرارة تحت الصفر، ويشعل طاقة العقل، ليفكر حسابيا في الخسائر والأرباح.
نتائج السياسة ليست “نصرا أو شهادة” بل نتائجها “أغلبية أو معارضة”، أي هي فعل في دائرة نسبية جدا، تقتضي الحساب والتفكير في المآلات، اما العواطف الجياشة، لا تصلح في السياسة، لكنها يمكن ان تستثمر في مخاطبة الجمهور وحشده.
قبل 20 فبراير، كان حزب العدالة والتنمية منبوذا، وتدار ضده حملات الاستئصال والمحاصرة و الاعتقال.
مع هبوب رياح الربيع الديمقراطي، كان يمكن للعقل السياسي للبجيدي، أن يستغل اللحظة، لتصفية حسباته مع خصومه، والمشاركة في الحراك العشريني، فيستجيب إلى انفعالات اللحظة.
لكن هذا العقل، معتصم بمرجعيته السياسية، التي تعرف طبيعة الحزب، هو حزب إصلاحي يشتغل من داخل المؤسسات، ويراكم الإنجازات ولو كانت مجهرية وهو ليس ضد الحراك النضالي الشعبي بصفة عامة، فهو يستفيد منه في إطار النضال الديمقراطي من داخل المؤسسات.
في هذه اللحظة التاريخية، اتضح أننا امام حزب له “عقل سياسي” يدبر المحطات المفصلية، وفق رؤية استراتيجية، لا تستجيب إلى انفعلات اللحظة، لكنها لا تنكرها، بل تسفيد منها.
مر الحراك العشريني، وجاء خطاب 9 مارس 2011، ثم دستور 1 يوليوز 201، ثم انتخابات 25 نونبر 2011.
النتيجة: فوز البجيدي بالانتخابات 107 مقعدا.
ماذا يعني هذا؟
أن “العقل السياسي” للحزب، نجح في اختبار صعب جدا، بين أن ينغمس في حراك الشارع الذي لا سقف له، وبين أن ينكر هذا الحراك بالمطلق ويعتبر مؤامرة من المؤامرات التي تستهدف المغرب.
غير أنه اختار أن يتمسك بمنهجه، أن يؤكد على الاستقرار أولا، ثم الإصلاح المتدرج ثانيا من داخل المؤسسات، وصاغ هذه الأطروحة”الإصلاح في ظل الاستقرار”.
وهذا الاختبار كان اختبارا، للأمين العام للبجيدي بنكيران، نجح بتفوق، لأنه التزم بمنهج الحزب في الإصلاح دافع عنه إلى النهاية، فلم يظهر بنكيران كثوري طارئ في هذه اللحظة العشرينية، ولا كمخزني ياتمر بأمر الجهات الأمنية يعتبر اي حراك مؤامرة خارجية، بل تمسك بما كان يدعو إليه الحزب قبل 20 فبراير المحافظة على الاستقرار، والإصلاح المتدرج.
بعد ذلك، جاءت معركة تشكيل حكومة 2012، نجح بنكيران في تشكيل الحكومة ، وكان حلمه الكبير أن تستمر الحكومة فقط، ويعتبر ذلك إنجازا عظيما، زمن الخريف الديمقراطي، الذي عصف بالإسلام السياسي، في مصر وتونس.
تشكلت الحكومة الأولى، البجيدي، البيبي إس، الاستقلال، الحركة الشعبية، لكن بعد فترة، خرج المارد شباط من قمقمه، وظل يبتز بكيران لمدة 7 أشهر، والرجل صامد، وكثيرون يقولون له:”ضع المفاتيح واذهب إلى حال سبيلك”، لكنه يجيبه:” لا اريد ان اكون السبب في عدم استقرار بلدي”، كان يشبه دوره” برجل يقف على درج سلم يريد صباغة الحائط، وتحته أكثر من شخص، يريد إسقاطه” يعلق بنكيران:” حتى لو لم يقم الرجل بصباغة الحائط، مجرد بقائه على السلم إنجاز”.
ظل ثابتا، لأن حزبه يراهن على التطبيع مع المؤسسات، ومنها القصر الملكي، ويريد تسويق نخبة جديدة، لها كفاءة، تحب الملك والوطن، ويدها نظيفة.
ظل ثابتا، وهو يسمع ضاحي خلفان، يكتب في التويتر “إخوان المغرب” سيسقطون بعد عام، ورأى لشكر وإلياس العماري..في الإمارات، ظل ثابتا واستل سيف لسانه ليهاجم ضاحي خلفان ويصفه “بغراب الشؤم”.
كل الأحداث التي وقعت في ولايته الأولى، تبرر بشكل منطقي ان يترك المفاتيح ويرحل، لأن جزء من الدولة، يعشق إصلاحاته اللاشعبية، لكنه يكره وجوده في الحكومة، والرجل ثابت وصامد ومستمر.
سر هذا الثبات الاعتصام بالمنهج:”الإصلاح في ظل الاستقرار”، والتدافع من داخل المؤسسات، والصبر والصمود إلى النهاية وعدم وضع المفاتيح، ومنطق الاصلاح منطق بين نزوتين:”الاستسلام” و”الفوضى”.
الإصلاحي رجل يعشق المغامرات، ويختبر ذكاءه في كل لحظة صعبة، ويراكم الإنجازات الصغرى، ككرة الثلج، كلما تدحرجت كلما كبرت.
خرج حزب الاستقلال من الحكومة، وفشل ابتزاز حميد شباط، وتسربت حجرة صغيرة إلى حذاء بنكيران، إنها حجرة حزب التجمع الوطني والأحرار بقيادة مزوار.
تساءل الناس، كيف يلتقي بنكيران ومزوار في حكومة واحدة، وهما قد تبادلا كل أنواع الشتم؟
بنكيران في هذه اللحظة الصعبة، لا يلتفت إلى التفاصيل والاسماء و الشكليات، يركز على البوصلة، رهانه الاستراتيجي :”أن تكمل الحكومة ولايتها” ثم إن بنكيران صرح أن الملك هو من شجع البجيدي والأحرار على التحالف.
صبر بنكيران وصمد، ولم يستجب لنزوة غضب عنثرية عابرة، بل تمسك بالمنهج، الإصلاحي لا يغاد المعركة، الإصلاحي يعتبر أن المعركة تقليل الخسائر، وليس الفوز بالضربة القاضية، الإصلاحي واقعي يحسب بعقل بارد.
ظل بنكيران صامدا، وجاءت لحظة البرهان 4 شتنبر 2015، هذه اللحظة التي كانت تؤجل دائما، البيجيدي يكتسح ويسيطر على المدن، وانتقلت عدد مقاعده في الجماعات المحلية من 1500 مقعدا في 2009 إلى أكثر من 5000 مقعد في 2015.
لولا صبر البجيدي وتماسكه الداخلي، ونظرة قيادته الحكيمة و الثاقبة، وعدم استجابتها لنزوات الغضب العابرة، وصم الآذان امام من يقول:”لماذا الشكوى ضعوا المفاتيح واذهبوا غلى حال سبيلكم”.
لولا هذا الصمود و الصبر والواقعية في التفكير، لأضاع البيجيدي عن نفسه “انتصارا سياسيا مذهلا” يوم 4 شتنبر 2015، حيث تضاعفت عدد مقاعده 4 مرات!!
حزب يشارك في الحكومة ويحافظ على شعبيته، شيء لا يتخيل، أصبح البجيدي يدير جميع المدن الكبرى، واصبح الاقرب من المواطنين.
منذ الانتخابات الجماعية، والحرب قد استعرت ضد البجيدي، أصبحت وزارة الداخلية الخصم الأول للبجيدي، تخطط لكي لا يكتسح بشكل أكبر، جندت المقدمين و الشيوخ، من أجل سواد عيون البام، وبدأت التسريبات الأخلاقية، والدعاية السوداء في الإعلام العمومي، لكي تتأثر شعبية البيجدي، والكل كان يقول:”سيفوز البام”، وسيرحل بنكيران.
بنكيران ومن معه خططوا لهذه اللحظة بذكاء، تماسك داخلي، وإجماع على مواصلة الإصلاح بقيادة بنكيران “التمديد سنة”، ثم نزول بنكيران إلى الشعب في سلا، ليمتحن شرعيته، ثم خروج بنكيران ليؤطر الشعب، في مهرجانات غير مسبوقة في عهد الملك محمد السادس.
نجحت الخطة، فاز الحزب بالمرتبة الأولى 125 مقعدا، واندحر حزب البام، وأصبح رقم 102 مقعدا لا معنى له، لأن البام جيش كل جنوده من أجل الفوز، والكل كان يراهن على فوزه، وفلتة لسان وزير الداخلية خير دليل.
الضربة القاضية، التي قتلت خصوم بنكيران، استقبال الملك لابنكيران وتكليفه بتشكيل الحكومة، واحترامه للمنهجية الديمقراطية، هذه اللقطة كانت قاسية، جدا على جريدة الصباح و الأحداث والاخبار، وكل من كان يريد أن يرحل بنكيران، لكن هؤلاء المساكين، يحلمون ولا يفعلونا أي شيئا في الواقع.
الآن، البجيدي في ولاية ثانية، ارتفعت عدد مقاعده إلى 125 مقعدا في البرلمان، له أكثر من 5000 مقعد في الجماعات، يسير جهتين وأكثر من مدينة، شعبيته لازالت قوية.
هو في موقع قوة وراحة واطمئنان، له فائض من القوة يصرفه بهدوء تام.
السر في كل ذلك هو: لا يوجد الثوار داخل البجيدي، يريدون استئصال النظام وعزل الفلول ومطاردة الفساد والاستبداد إينما حل وارتحل، ولا يوجد داخله من يفكر بمنطق وزارة الداخلية، ويقتنع بكل ما تقول، ويعيش في لحظة طمأنينة ويقين.
الذي يوجد داخل البجيدي، رجال ونساء، يؤمنون بالنضال من الداخل المؤسسات، لا بمنطق الثورة ولا منطق وزارة الداخلية، بل بمنطق الإصلاح المتدرج المضني المستمر المكافح.
ويمكن اعتبار بنكيران أنه صنع نموذجا لا فتا للنظر للإصلاحي الذي يجمع بين المتناقضات:”ملكي من غير انبطاح” “يسمع لوزير الدخلية لكن ليس بالضرورة أن يقتنع بما يقول”..وهكذا
خلاصة: بعض الذين ينتقدون البجيدي لا يعرفون كيف يفكر البجيدي، وبعض من يدافعون عن البجيدي لا يعرفون منهج البجيدي، منهج البجيدي في السياسة هادئ غير متسرع قد يبدو غاضبا في خطابه، لكنه متشبث بمنهجه في الإصلاح الطويل.
وشعاره الدائم المعركة مستمرة
الإصلاحي ينهزم حينما يظن أن المعركة انتهت
فيضع سلاح النضال
ويتجه إلى الملذات
هنا سينهار لوحده
دون حاجة للخصوم!
والله أعلم