سلايدر الرئيسيةكوكتيل

مهندسة مغربية تتهم مايكروسوفت بالتواطؤ في جرائم الحرب ضد غزة خلال احتفال رسمي.. من هي؟

في مشهد مفاجئ خلال احتفال شركة مايكروسوفت بمرور 50 عاماً على تأسيسها، اعتلت المبرمجة المغربية ابتهال أبو السعد المسرح لتوجيه اتهامات مباشرة إلى إدارة الشركة، وعلى رأسها مصطفى سليمان، مدير قطاع الذكاء الاصطناعي، قائلة إن “يديه ملوثة بالدم”، في إشارة إلى دعم مايكروسوفت المتواصل لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وخاطبت أبو السعد الحاضرين، متهمةً الشركة بتوفير خدمات Azure وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يُستخدم بعضها – وفق تعبيرها – في استهداف المدنيين في غزة، حيث يعاني القطاع من عدوان متواصل منذ أكثر من عام ونصف.

ولم تكتفِ المهندسة بتدخلها العلني، بل بعثت برسالة إلكترونية إلى جميع موظفي مايكروسوفت، طالبتهم فيها بمساءلة إدارتهم حول شراكات الشركة مع الجيش الإسرائيلي، و”الوقوف في صف الإنسانية”.

من هي ابتهال أبو السعد؟

ابتهال أبو السعد مهندسة برمجيات مغربية، تنتمي إلى جيل من الكفاءات العربية اللامعة في مجال التكنولوجيا. تابعت دراستها الجامعية في الولايات المتحدة بعد تخرجها من ثانوية مولاي يوسف بالرباط، حيث حصلت على درجة البكالوريوس المزدوج في علوم الحاسوب وعلم النفس من جامعة هارفارد عام 2021.

بدأت مسيرتها المهنية في مجال الأبحاث النفسية، حيث عملت باحثة مساعدة في مختبر وايز للصحة النفسية لدى الشباب بجامعة هارفارد. كما شغلت منصب معيدة وأستاذة مساعدة في كلية الهندسة بنفس الجامعة، حيث تولّت دعم الطلبة في مادة “الرياضيات المنفصلة”.

انتقلت بعد تخرجها إلى العمل في شركة مايكروسوفت بمدينة تورونتو الكندية، حيث التحقت بفريق الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا قسم تطوير محركات التعرّف على الكلام ضمن أنظمة الذكاء الاصطناعي.

سبق لها أيضًا أن عملت في المغرب مع مؤسسات تعليمية واجتماعية مثل Addictest وE-nitiate، وأسهمت في تدريب وتأطير الشباب المغاربة في مجالات البرمجة والتحضير لاجتياز اختبارات القبول في الجامعات الأمريكية.

وتُعرف ابتهال بنشاطها الإنساني واهتمامها بقضايا العدالة الاجتماعية، وهو ما ظهر جليًا في موقفها الأخير، حين لم تكتفِ بتدخلها العلني على المسرح، بل أرسلت رسالة إلكترونية إلى جميع موظفي مايكروسوفت، دعتهم فيها إلى مساءلة الإدارة بشأن علاقاتها بالجيش الإسرائيلي، والوقوف في صف الإنسانية.

ردود فعل واسعة وصمت من مايكروسوفت

انتشرت الواقعة بسرعة على المنصات الاجتماعية، حيث أشاد آلاف النشطاء بشجاعة المهندسة المغربية وجرأتها في التعبير عن موقفها من داخل المؤسسة التي تنتمي إليها. في المقابل، لم تصدر شركة مايكروسوفت أي بيان رسمي حتى الآن للرد أو التعليق على الحادثة.

وتأتي هذه الواقعة في ظل تزايد الضغوط على شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تواجه اتهامات متكررة بتقديم دعم تقني مباشر أو غير مباشر لجهات عسكرية متورطة في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

ابتهال أبو السعد، بصوتٍ هادئ وكلمات واضحة، أثبتت أن المهندسين ليسوا فقط بناة أكواد وخوارزميات، بل يمكن أن يكونوا أيضًا ضميرًا حيًا في زمن الصمت.

 

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق