سياسة
أين اختفت “احتجاجات الحملة” أمام مقاطعة بني مكادة ومن كان يحركها؟
تماما كما كان ظهورها مفاجئا خلال الحملة الانتخابية، اختفت مباشرة يوم الجمعة الماضي الموافق ليوم اقتراع السابع من أكتوبر، الاحتجاجات اليومية والمكثفة من أمام مقر مقاطعة بني مكادة، التي يرأس مجلسها النائب البرلماني محمد خيي، والتي كانت ترفع شعارات مختلفة ذات حمولة سياسية بواجهات اجتماعية وخدماتية.
وسجل المتابعون للشأن المحلي اختفاء تلك الاحتجاجات بالتزامن مع نهاية الحملة الانتخابية، وهو ما أكد ارتباطها المباشر بالصراع السياسي المحتدم إبان الحملة، وعزز من فرضية تحريك تلك الاحتجاجات من قبل أطراف حزبية مناوئة لحزب العدالة والتنمية الذي يسير المقاطعة.
وأكدت مصادر جمعوية ببني مكادة ان الوجوه المعروفة التي كانت تتصدر الاحتجاجات تحت يافطة ساكنة بعض الأحياء حينا، وتحت لافتات جمعوية حينا آخر، معروفة بممارسة “الارتزاق” بالعمل الجمعوي، وبأنها تابعة لطرف حزبي، وترتبط بشكل مباشر بالرئيس السابق لمقاطعة بني مكادة، الذي تلقى هزيمة مدوية في الانتخابات الجماعية السابقة، ومنذ ذلك الحين يعمل على إرباك السير العادي للمقاطعة.
واستغل محركو تلك الاحتجاجات بحسب مصادر “شمالي” الغياب الإجباري لرئيس المقاطعة محمد خيي، بسبب انشغاله في إدارة الحملة الانتخابية لحزب المصباح بدائرة طنجة أصيلة، والابتعاد مؤقتا عن تسيير المقاطعة تفاديا لتضارب المصالح أو الاتهام باستغلال مصالح المقاطعة في الحملة الانتخابية، من أجل إغراق المقاطعة بالاحتجاجات المفبركة.
وأكد مراقبون ان اطرافا في السلطة كانت تدعم تحريك تلك الاحتجاجات، من أجل استغلالها إعلاميا في حملة ممنهجة ضد رئيس المقاطعة وحزبه، إلا أن نتائج استحقاقات سابع أكتوبر أظهرت ان تلك الحملات لم تؤت ثمارها، حيث حصد حزب المصباح ما يزيد عن 17 ألف صوت في مقاطعة بني مكادة، مقابل نحو 15 ألف صوت في الانتخابات الجماعية السنة الماضية.