سلايدر الرئيسيةسياسة
الوزير المصطفى الرميد يكتب: “تصريحات ترامب حول نقل الفلسطينيين للمغرب بين أوهام السياسة وكوابيس الواقع”
![](https://chamaly.ma/wp-content/uploads/2020/07/المصطفى-الرميد-780x405.jpg)
المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعدل الأسبق
في عالم السياسة الدولية، تتردد تصريحات كثيرة تتجاوز أحيانًا حدود المنطق والعقل، لكن عندما تصدر عن زعيم عالمي بحجم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، فإنها تثير جدلًا واسعًا. وفي هذا السياق، علّق المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعدل الأسبق، على سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا إياها بأنها “أوهام سياسية لا تختلف كثيرًا عن كوابيس الواقع”.
أوضح وزير العدل الأسبق المصطفى الرميد أن ترامب صرّح في وقت سابق بنيته ضم دولة كندا لتصبح الولاية الواحدة والخمسين للولايات المتحدة الأمريكية، ثم أضاف جزيرة غرينلاند التابعة للسيادة الدنماركية إلى قائمة “طموحاته” الجغرافية. ولم يكتفِ بذلك، بل تحدث أيضًا عن استعادة قناة بنما، في خطوة اعتبرها الكثيرون تجسيدًا لعقلية استعمارية قديمة ترتدي عباءة سياسية معاصرة.
لكن، حسب المصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان الأسبق، فإن التصريح الأكثر غرابة كان إعلان ترامب عن مخطط لتهجير سكان غزة، ليس فقط إلى مصر والأردن كما درجت بعض الطروحات السياسية المثيرة للجدل، بل إلى المغرب أيضًا.
وأضاف قائلاً: “في لحظة من التأمل العميق، تخيلت سيناريوهات مرعبة: هل سيساق الفلسطينيون في قوافل بشرية تعبر الأراضي المصرية ثم الليبية، فالتونسية، الجزائرية، وصولًا إلى المغرب؟ أم ستُستخدم بواخر ضخمة، كتلك التي استخدمت في نقل العبيد خلال العصور الاستعمارية؟”
وتابع الوزير المصطفى الرميد تساؤلاته:”أم سيتم تصنيع طائرات عملاقة تقوم برحلات مكوكية بين غزة والمغرب؟ في أي مطار ستحط هذه الطائرات؟ وأين سيُقيم أكثر من مليوني فلسطيني في المغرب؟ هل لدينا القدرة على استيعابهم نفسيًا وجغرافيًا؟”
وأضاف وزير العدل الأسبق:”وسط هذه الأفكار المتزاحمة، وجدت نفسي أفيق من هذا الكابوس السياسي لأدرك أن كل هذا مجرد وهم، لا يختلف كثيرًا عن أحلام اليقظة التي يتسلى بها بعض الزعماء بهدف إثارة الجدل وشغل وسائل الإعلام والرأي العام.”
ويرى المصطفى الرميد أن تصريحات ترامب تكشف عن نمط من التفكير السياسي الذي يخلط بين الحقائق والأوهام، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات ليست سوى أدوات لصنع فقاعات إعلامية عابرة دون وجود نية حقيقية أو قدرة عملية على تنفيذها.
وأكد المصطفى الرميد أن القضية الفلسطينية ليست قضية يمكن اختزالها في مشاريع تهجير أو توطين قسري. وقال في هذا الصدد:”القضية الفلسطينية أكبر من أن تُختزل في خطط عبثية، فهي قضية شعب يناضل من أجل حقه في أرضه ووطنه، وليس مشروعًا سياسيًا عابرًا يمكن التلاعب به في تصريحات إعلامية هنا وهناك.”
وفي ختام مقاله، شدد المصطفى الرميد على أن المغرب، الذي لطالما وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليس ساحة فارغة يمكن تحويلها إلى نقطة توطين أو تهجير سياسي. وأضاف:
“لقد أثبتت هذه التصريحات كيف يمكن لأوهام بعض القادة أن تتحول إلى نقاشات دولية جدية، لكن في النهاية تظل الحقيقة واضحة: العالم لا يُدار بالأوهام وأحلام اليقظة، بل بالعقل والحكمة واحترام سيادة الدول وحقوق الشعوب.”