اقتصادسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة
انتخابات مرتقبة للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشمال.. أي انتظارات للمقاولين من خليفة عادل الرايس؟
تستعد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة لانتخابات الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهي محطة حاسمة في مسار التنمية الاقتصادية للمنطقة، وذلك خلفا لقيادة عادل الرايس التي تقلد منصب الرئيس الجهوي للاتحاد لولايتين متتاليتين.
وبتطلع أرباب المقاولات بجهة الشمال إلى قيادة جديدة تتمتع بالكفاءة والقدرة على مواجهة التحديات واستثمار الفرص المتاحة، مع ضرورة أن تكون قيادة منفتحة على الجميع، قادرة على تمثيل مصالح جميع المقاولين بمختلف أحجامهم وقطاعاتهم، ومدافعة بقوة عن حقوق المقاولات أمام المؤسسات العمومية، بما يضمن لهم بيئة أعمال عادلة وشفافة.
كما يُنتظر من القيادة الجديدة أن تعمل على تكريس حق جميع المقاولات في المنافسة الحرة بعيدًا عن أي تدخلات قد تعرقل دينامية السوق، وأن تسهم في تحسين العلاقات بين القطاع الخاص والجهات الحكومية لضمان مناخ استثماري يعزز الابتكار والنمو وتعزيز الصناعة المحلية.
ويتوقع المقاولون من القيادة الجديدة العمل على تحسين مناخ الأعمال لجذب استثمارات وطنية ودولية، مما يسهم في خلق فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي. كما يأمل الفاعلون الاقتصاديون في تعزيز حضور المنطقة على الساحة الدولية واستقطاب شركات عالمية، خاصة أن الجهة تحتضن واحدًا من أكبر الموانئ في العالم، ميناء طنجة المتوسط، الذي يوفر فرصًا كبيرة للتجارة والاستثمار.
إضافة إلى ذلك، تنتظر المقاولات دعمًا فعليًا يمكنها من الصمود أمام التحديات الاقتصادية، سواء عبر تسهيل ولوجها إلى التمويل، أو توفير بيئة قانونية وتشريعية تساعدها على التطور والمنافسة. ويُنتظر من القيادة الجديدة أن تسهم في تنظيم تظاهرات اقتصادية دولية، من شأنها تسليط الضوء على إمكانيات الجهة، وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكات مع الفاعلين الاقتصاديين العالميين.
لتحقيق هذه الطموحات، يجب أن تتوفر في القيادة الجديدة عدة مواصفات، أهمها الخبرة الميدانية العميقة في عالم المقاولة، وقدرة على بناء علاقات قوية مع الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات الوطنية والدولية، إضافة إلى امتلاك رؤية استراتيجية واضحة تعزز من مكانة الجهة اقتصاديًا، ومهارات تفاوضية تمكنها من تمثيل مصالح المقاولين بفعالية أمام الجهات الحكومية والشركاء الاجتماعيين.
تواجه جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تحديات كبرى، من بينها المنافسة الإقليمية والدولية التي تفرض ضرورة التميز لجذب الاستثمارات، وتعزيز وتطوير البنية التحتية لدعم الأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى الحاجة الملحة لتأهيل اليد العاملة المحلية لمواكبة متطلبات سوق الشغل.
في المقابل، تزخر الجهة بفرص واعدة، إذ يُعد ميناء طنجة المتوسط بوابة رئيسية للتجارة العالمية، كما أن قربها الجغرافي من أوروبا يمنحها موقعًا استراتيجيًا يجعلها نقطة جذب للشركات الدولية. إلى جانب ذلك، تتميز الجهة بتنوعها الاقتصادي بين الصناعة، والسياحة، والفلاحة، وهي قطاعات يمكن أن تشكل رافعة قوية للنمو في حال تمت إدارتها بكفاءة وفعالية.
الانتخابات المقبلة للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشمال تمثل فرصة لتجديد القيادة وتعزيز الدينامية الاقتصادية للمنطقة. يبقى الأمل معقودًا على اختيار قيادة قادرة على تحقيق تطلعات المقاولين، والترويج للجهة عالميًا، وتأمين مناخ أعمال تنافسي يساهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية قدمًا.