مقالات الرأي
شفيق اعبابو.. تهافت الصباح على الكذب البواح
مرة أخرى سقطت جريدة الصباح التي يملكها “الأستاذ الجامعي”، عبد المنعم الدلمي، في مرتع نتئ، عندما أصرت على اختلاق الأكاذيب وتوليد الأباطيل ونشرها على أنها أخبار موثوقة، في تعد سافر على أخلاقيات مهنة الصحافة، وبأسلوب مقرف يضرب عرض الحائط الغايات النبيلة التي ارتبطت بالعمل الصحافي منذ نشأته.
آخر الأكاذيب التي اختلقتها جريدة الصباح عن حركة التوحيد والإصلاح، بعد “أحجية الولاء لتركيا” التي دبجها رئيس تحرير الجريدة، خالد الحري، معلقا على موقف حزب العدالة والتنمية من الانقلاب العسكري في تركيا شهر يوليوز الماضي، والذي لم يشذ عن المواقف الرسمية للبلد ممثلة في بلاغ الديوان الملكي بشأن محاولاة الانقلاب، هو ما نشرته في عددها ليوم الخميس 6 أكتوبر أي قبل يوم واحد من موعد يوم الاقتراح برسم الانتخابات البرلمانية لـ 7 أكتوبر، تحت عنوان عريض “الإخوان المسلمين يخطط للحكم بالمغرب”.
ورغم أن الإشاعة المفبركة نشرتها في نفس التوقيت وبنفس المعطيات الباطلة جريدة أخرى هي التي يديرها رشيد نيني، إلا أننا لن نكلف أنفسنا عناء الرد على هذا الأخير المفضوح أمام الأشهاد، وذلك بعد أن فضحه عدد من الصحافيين الذين اشتغلوا معه سابقا في “المساء”، عن طبيعة الصفقات التي يبرمها مع جهات في الدولة مقابل أن يحول جريدته إلى منصة للكذب العشوائي، على أطراف سياسية بعينها بغرض تشويه صورتها أو التشويش عليها.
وتلقت الصباح معطيات الأكذوبة الجديدة من من نفس المصدر الذي أملاها على جريدة الأخبار، لتتسابقا الصحيفتان في نشر الكذب وكأنهما ظفرا بغنيمة، غير أن الصباح خسرت رهانها مرة أخرى، أولا عندما وضعت نفسها موضع الأحمق الذي يرمي الناس بالحجارة عندما لم تكلف نفسها عناء الاتصال بالمعنيين بالأمر، والتأكد من صحة المعطيات الواردة في المقال المدبج، وثانيا عندما خرج رئيس حركة التوحيد والإصلاح ينفي نفيا قاطعا أي ارتباط للحركة بالمركز الذي نسبته إليها الصباح، كما أن مدير المركز المغاربي للدراسات، زهير عطوف، بدوره نفى أي هلاقة باللقاء العلمي الذي عقده مركزه باسطنبول، بالتوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية.
لا عيب إطلاقا في أن تتخندق جريدة الصباح في صف المعارضة، وأن يتبنى مديرها ورئيس التحرير مواقف مضادة لطرف سياسي مخالف لتصورهما الاديولوجي، لكن العيب والعار هو عدم الوضوح والتستر وراء الأقنععة في تصفية حسابات سياسية لصالح طرف سياسي منافس للعدالة والتنمية، أما من حيث المبدأ فإن للاختلاف آداب وقواعد متعارف عليها، أولها الكلام بالحجة والدليل والبرهان، وثانيها التحلي بالروح الرياضية وتقبل الفوز والهزيمة، غير أن أصحابنا في جريدة الصباح، وصلت بهم بهم الصفاقة إلى ضرب كل المبادئ العقلانية عرض الحائط، بسبب تهافتها على الأخبار الكاذبة حد الجنون. إن تواتر الأخبار المفبركة والمكتوبة تحت الطلب والتي سرعان ما يتبدى زيف صحتها بعد تكذيبها من الأطراف المعنية، تكشف شيئا واحدا قابل للتصديق عن جريدة “الصباح”، التي تعدت منطق “مدرسة كولومبيا” في تتبع الفضائح، ويتمثل في حجم الحقد والغل الذي فاض به قلب ناشري الجريدة، اتجاه حركة التوحيد والاصلاح وحزب العدالة والتنمية، وكل المتدينين كانوا حركيين أو سلفيين أو لا منتمين، ولا يسلم من استهدافها المفضوح كل المصلحين وعامة الناس الذين يلتمسون “المعقول” بمدلوله السوسيولوجي.