آخر

خواطر سدراوي: لماذا حصلت طنجة على تنقيط منخفض من الفيفا؟

الدكتور عزيز سدراوي

عند نهاية كل دورة تدريسية أو تعليمية تمتد لثلاثة أو ستة أشهر، ينعقد مجلس القسم لتقييم أداء التلاميذ أو الطلبة خلال تلك الفترة. يتشكل المجلس من جميع الأساتذة الذين يدرّسون في الفصل، إضافة إلى المدير والحراس العامين والمعيدين. يتم تدارس ملف كل تلميذ على حدة، من حيث النقاط الكتابية والشفوية، المشاركة، ثم السلوك، ليصدر في النهاية ما يسمى “تقييم المستوى”.

مؤخرًا، قامت الفيفا بنشر وتعميم نتائج تقييم المدن المرشحة لاحتضان مباريات كأس العالم 2030. جاءت طنجة للأسف في المركز الأخير، حيث حصلت على أدنى نقطة، 2.2 من أصل 5.

أسس التنقيط
يعتمد التنقيط على معايير دقيقة تشمل:

  • الملاعب الرياضية
  • النقل والتنقل داخل وخارج المدن
  • البنية التحتية الصحية وعدد الأسرة
  • الاتصالات
  • الفنادق وأماكن الإيواء
  • أماكن الترفيه
  • أماكن تجمع المشجعين

لماذا حصلت طنجة على هذا التنقيط؟
لنحاول الإجابة عن هذا التساؤل بشكل موضوعي. نحن، سكان طنجة، لا نطعن في هذا التقييم، بل نؤكد أنه يعكس الواقع الذي نعيشه. نحن في قلب المشكلة، وما توصلت إليه اللجنة الدولية كان حكمًا صحيحًا ومنصفًا.

  • الملعب: محاط بفوضى البناء الإسمنتي.
  • النقل: ضعيف للغاية، والتنقل داخل المدينة شبه مستحيل بسبب الازدحام والنقص في البنية التحتية.
  • الاتصالات: تعاني من مشاكل كبيرة في العديد من المناطق.
  • المطار: صغير جدًا، حيث يؤدي وصول طائرتين في نفس الوقت إلى ازدحام كبير يعوق المسافرين.
  • الرعاية الصحية: السعة الإجمالية للأسرة الطبية لا تتجاوز 2000 سرير، بما يشمل المستشفى الجامعي، الجهوي، وجميع المصحات الخاصة.
  • الشكل الجغرافي للمدينة: طنجة تأخذ شكلًا بيضاويًا، مما يجعل جميع الطرق الرئيسية تصب في نقطتين فقط، أشبه بزجاجة ذات منفذ وحيد.
  • الفنادق: عدد الفنادق المصنفة أقل من 20، ومعظم الفنادق غير المصنفة تفتقر إلى المعايير.
  • أماكن الإيواء: جد محدودة وتقدم خدمات دون المستوى.

هل يمكن معالجة الوضع خلال خمس سنوات؟
التساؤل الجوهري هو: هل يمكن تحسين تصنيف طنجة من 2.2/5 إلى أكثر من 4.5/5 في غضون خمس سنوات؟ إذا نظرنا إلى تجربة قطر مع كأس العالم 2022، فقد بلغت تكلفة إعادة تأهيل الدوحة لاستضافة البطولة 220 مليار يورو. وكانت الدوحة، وهي مدينة واحدة فقط، قد أعيد بناؤها من الصفر تقريبًا.

طنجة بين الواقع والطموح
رغم هذا التقييم السلبي، فإننا واثقون ومتفائلون بأن طنجة قادرة على رفع التحدي. الأسباب متعددة:

  1. الدعم الملكي: الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ووقوفه شخصيًا على تنفيذ هذا المشروع.
  2. روح التحدي المغربية: المغاربة معروفون بتاريخهم الحافل بالانتصارات في كل المعارك التي خاضوها.
  3. التقييم السابق: جاء التقييم بناءً على زيارة اللجنة في سبتمبر 2022، مما يعني أن التقييم كان قديمًا وغير آني.
  4. المشاريع الجديدة: توسعة المطار، إنشاء ترامواي وخطوط باص واي، وتطوير شبكة السكك الحديدية.

طنجة مدينة أسطورية
رغم كل التحديات، تبقى طنجة مدينة حية ومفعمة بالحيوية، معتادة على استقبال آلاف السياح سنويًا. بحلول 2030، مع تعديلات بسيطة مثل إنشاء أنفاق بدلاً من الدوارات، وتحسين النقل العمومي، وتطوير البنية التحتية، يمكن لطنجة أن تصبح نموذجًا يحتذى به.

بالأمس، كان أحد معارفي في رحلة من الخزيرات إلى مورسيا، وواجه صعوبة في السفر بسبب غياب وسائل النقل المناسبة، بينما نحن في المغرب نسافر بسهولة ليلًا ونهارًا. طنجة مدينة تضرب جذورها في عمق التاريخ، حواريها تحكي قصصًا وأساطير، وهي دائمًا جاهزة لتلبية نداء الوطن.

2030 ليست بعيدة، لكن الإرادة موجودة، والتحدي قائم، وثقتنا في طنجة لا حدود لها.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق