آخر

أين الثروة ؟ سؤال حيّر مسؤولي الوطن، ودفع شبابه للموت بحثا عنها خارج الوطن…

مرتضى بن عبد الغفور

خلال تواجدي هنا بالشمال خلال عطلة ذكرى المولد، استغليت الفرصة لمجالسة مجموعة من الشباب واليافعين المرشحين للهجرة غير شرعية أو الشرعية بحكم إلتقائي بالعشرات من الشباب والأسر الشابة(شباب حديثي الزواج) عند ذهابي للقنصلية الإسبانية بطنجة، ينتظرون حصولهم على التأشيرةvisa للخروج بدون عودة من هذا الجحيم كما جاء على لسان أغلب من تحدثت معهم…

حقيقة إنصدمت من كمية الحقد والألم والضياع الذي يحمله أغلب هؤلاء الشباب لوطنهم الأم الذي لم يعطي لهم شيء سوى رقم فالبطاقة والوطنية ومستقبل مجهول وحاضر ملغوم… فقد اتفق معظم هؤلاء الشباب واليافعين رغم إختلاف مشاربهم وأعمارهم ومستوياتهم الدراسية، على أن عذاب سنة أو سنتين في الغربة يساوي عذاب العمر كله في الوطن، أي ما يمكن تحقيقه في الخارج رغم المعانات لا يمكن تحقيقه في الوطن خلال عشرين سنة وبضِعف المعانات، ويعطون أمثلة بأبائهم وعائلاتهم الذين عاشو حياتهم في العذاب والإشتغال دون نتيجة حتى أنهم لا يمتلكون لا منزل ولا سيارة ولا عمل لائق يحفض كرامتهم، فقط يعيشون من أجل البقاء على قيد الحياة، ففي هذه الأرض السعيدة (المغرب) الفقير يزاد فقراً والغيني يزداد غنى عكس الغبرة (أوروبا) التي يمكن فيها لمهاجر غير شرعي بقليل من المجهود والعمل أن يعيش بكرامة وأن يساعد أسرته وعشيرته، يمكنه أن يكون مجرد مهاجر ويصبح عالما أو رجل/امرأة أعمال، رياضيا أو سياسيا…، يمكنه أن يحلم أن يكون غنيا ويحقق هذا الحلم كما جاء على لسان أحد الشباب…

ما يحز في النفس هو أن هؤلاء الأطفال، اليافعين والشباب… عندما تتوفر لهم الحقوق الأساسية للعيش الكريم والظروف الملائمة للإنتاج نرى منهم ومن أبنائهم: حكيمي، زياش ويامين جمال..، وقس على ذلك في جميع المجالات.
من لا نوفر لهم أبسط الحقوق في الوطن، هم من نفتخر بإنجازاتهم خارج الوطن، أوليس المشكل في الوطن إذن … !! لماذا مغاربة العالم أكثر انتاجاً من مغاربة الوطن ؟

سؤال يحتاج الكثير من البحث العلمي، والتحليل الإجتماعي…لكن شئنا أم أبينا فالصورة التي نرسمها جميعا بوعي منا أو بدون وعي، بقصد أو بدون قصد لهؤلاء الشباب “المرشح للهروب من الوطن”: هي أنه لا نجاح داخل الوطن وأن 90% من الناجحين في شتى المجالات نجحو لأنهم هاجرو الوطن.. ولكم بعض الأمثلة:

– رشيد يزمي (العلم والتكنولوجيا)
عالم كيمياء، هاجر بطريقة شرعية إلى فرنسا وواجه صعوبات مالية، أصبح معروفاً باختراعه مكونات بطاريات الليثيوم المستخدمة في الأجهزة المحمولة.
– نجاة بلقاسم (السياسة)
هاجرت مع عائلتها بشكل قانوني إلى فرنسا في سن صغيرة، وتغلبت على تحديات الفقر لتصبح وزيرة التعليم الفرنسية.
– حكيم زياش (الرياضة)
وُلد في هولندا لعائلة مغربية مهاجرة، عانى من تحديات الحياة لكنه أصبح نجم كرة القدم.
– جمال دبوز (الفن والكوميديا)
هاجر إلى فرنسا مع عائلته بطريقة شرعية، وتغلب على إصابته في حادث ليصبح واحداً من أشهر الكوميديين في فرنسا.
– ليلى السليماني (الأدب)
هاجرت إلى فرنسا للدراسة، وحققت شهرة كبيرة في مجال الأدب بعد فوزها بجائزة غونكور المرموقة.
– كمال الودغيري (العلم والفضاء)
هاجر إلى الولايات المتحدة بطريقة شرعية ونجح في العمل كمهندس اتصالات في وكالة ناسا، وساهم في عدة مشاريع فضائية.
– إيمان أوبو (العلوم وحقوق المرأة)
هاجرت إلى الولايات المتحدة، واجهت تحديات التمييز والعنصرية، لكنها أصبحت عالمة ومؤثرة اجتماعية معروفة.
– إدريس الجاي (الأعمال)
هاجر إلى الولايات المتحدة بطرق قانونية لكنه عانى من ظروف مالية صعبة. نجح في تأسيس عدة شركات في مجال التكنولوجيا.
– كريم بلقاسم (الرياضة)
هاجر إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية، وعمل في البداية كعامل يدوي، ثم أصبح لاعباً لكرة القدم يلعب في الدوري الإسباني.
– مريم العثماني (العمل الاجتماعي)
هاجرت إلى فرنسا بطريقة شرعية وعملت في البداية كعاملة نظافة، ثم أسست جمعية لدعم الأسر المحتاجة في فرنسا.
– أحمد الشرعي (الأعمال والإعلام)
هاجر بطريقة شرعية وأصبح رجل أعمال ناجح في مجال الإعلام الدولي، حيث أسس وسائل إعلامية دولية تخدم الجاليات.
– سمير بنيس (السياسة والاقتصاد)
هاجر بطريقة شرعية إلى الولايات المتحدة، ونجح كمستشار في السياسة الدولية وخبير اقتصادي.
– رشيد طه (الفن والموسيقى)
هاجر إلى فرنسا بطرق غير شرعية في صغره، وواجه تحديات الفقر والعنصرية، لكنه أصبح مغني راي مشهور على مستوى العالم.
– فاطمة الزهراء مزياني (العمل الخيري والاجتماعي)
هاجرت بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا، وعملت في البداية كعاملة منزلية. الآن تشارك في إدارة جمعيات خيرية تدعم المهاجرين.
– براهيم دياز (الرياضة)
– وُلد في إسبانيا لعائلة مغربية مهاجرة بطريقة غير شرعية، وهو الآن لاعب كرة قدم في نادي ريال مدريد.
– هشام المهاجر (الاقتصاد)
هاجر إلى كندا بطرق غير شرعية، وبدأ كعامل بسيط ثم تمكن من بناء شركة ناجحة في مجال الاستيراد والتصدير.
– عبد الكريم فلاح (العلوم)
هاجر إلى فرنسا بطريقة شرعية، وأصبح باحثاً معروفاً في مجال الذكاء الاصطناعي ويعمل في مراكز أبحاث مرموقة.
– نادية بنسودة (التعليم والبحث)
هاجرت بطريقة شرعية إلى الولايات المتحدة، حيث نجحت في أن تصبح أستاذة جامعية وباحثة في مجال الهندسة البيئية.

الأمثلة كثير، لكن يبقى السؤال، أين الخلل وكيف يمكن إصلاح هذا الخلل !؟ لماذا مغاربة العالم أكثر انتاجاً من مغاربة الوطن ؟؟ أهي فقط الفرصة الخروج من الوطن تشكل كل هذا الفرق ؟؟

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق