سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلةملاعب
يوسف العافية.. موهبة طنجاوية فذة بمدريد تخطو خطواتها الأولى في عالم كرة القدم
يبزغ خلال هذه الأيام، والأشهر والسنوات، نجم طفل مغربي بالديار الإسبانية، هو يوسف العافية الذي يبصم على مستويات تاريخية في بطولة الصغار في إسبانيا، حيث يمارس ضمن صفوف فريق آرانخويث بالومبي بضواحي مدريد.
ومن ضمن العشرات الآلاف من المواهب الصغيرة التي تطمح للبروز والنمو في عالم كرة القدم، يخوض يوسف منافسة محمومة مع أقرانه من أجل تأكيد مهاراته، وبلوغ مراده في احتراف كرة القدم بعد سنوات من الآن، ويبدو في هذا السن أن الطفل يسير في الاتجاه الصحيح، فكيف ذلك؟
تميز منقطع النظير في ملاعب مدريد
يقدم يوسف صاحب العشر سنوات من مواليد سنة 2014 مستويات رفيعة مع فريقه آرانخويث بالومبي، فهو يعد أبرز لاعبي فريقه، والقطعة الأساسية التي لا غنى عنها داخل منظومة مدرب الفريق، كما يحضى بمتابعة حثيثة من طرف الكشافين والباحثين عن المواهب الرياضية.
وبرغت موهبة يوسف مبكرا في عالم كرة القدم، وبرزت في بادئ الأمر في دوريات المدارس التي قدم خلالها الطفل الموهوب مستويات مميزة، دفعت إدارة فريق آرانخويث بالومبي لاستقطابه في سن الخامسة، ومن هناك كانت بداية حكاية يوسف مع الساحرة المستديرة.
كان واضحا أن الطفل الشاب يملك من الموهبة ما يخول له أن يلعب في العديد من المراكز، وذاك ما كان، فقد جرب اللعب في مختلف المراكز خلال السنوات الخمس الماضية، لكن موهبته الكبيرة دفعت مدربيه في الفئات الصغرى للاعتماد عليه في المراكز الهجومية، سواء كقلب الهجوم، أو كصانع ألعاب حر، مع إجادته اللعب على الأجنحة أيضا.
ويتميز صاحب العشر سنوات بمميزات كبيرة، إذ يعد لاعبا مهاريا من الدرجة الأولى، يحسن استخدام قدميه اليمنى واليسرى، وهو الأمر الذي منحه امتيازا على باقي أقرانه في اللعبة، وجعل منه خلال الموسم الماضي الهداف التاريخي للدوري الإسباني لفئة الصغار (9 و 10 سنوات) برصية 92 هدفا، وهو رصيد غير مسبوق من الاهداف لهذه الفئة.
الارتباط بالجذور والحياة الخاصة
ويملك يوسف العافية برفقة والديه علاقة وطيدة بالجذور، حيث ينحدر الطفل الموهوب من مدينة طنجة، حيث ازداد والده بحي بئر الشفاء، ووالدته بحي بنديبان، ما يخلق حالة من الارتباط التلقائي بين الطفل وأصوله.
ويبرز والده ياسين العافية كمُكرسٍ لهذا الارتباط، وهو الذي أكد في حديثه مع شمالي أن إبنه مرتبط أشد الارتباط بالمغرب، كما أنه يسهر دائما على تعزيز هذا الارتباط من خلال زياراته المستمرة برفقة يوسف مرتين في السنة.
كما يبرز دور الأبوين في متابعة إبنهما على المستوى الدراسي، حيث يدفعانه للتوفيق بين المسارين الرياضي والدراسي، وهو ما يتجلى في تفوق الطفل في كلا المسارين، حيث يحصل أيضا على نتائج عالية في فصوله الدراسية.
آمال كبيرة وطموح في مستقبل كبير
في هذا السن، يبدو جليا أن هناك عملا جبارا على سقل وتنمية موهبة يوسف الدراسية والكروية، والاستمرار في دفعها للأمام لتحقيق أفضل النتائج، ولذلك فإن أسرة الطفل تتعامل معه بكثير من التروي في اتخاذ القرارات.
فعلى مستوى المسار الكروي، فإن أسرة اللاعب هادئة بخصوص خطوته التالية، فرغم وصول العديد من العروض من أندية معروفة بالعاصمة مدريد، كرايو فاييكانو وأتلتيكو مدريد وخيتافي، إلا أن رغبة ياسين العافية هي استمرار إبنه لفترة أخرى مع فريقه الحالي، ليحضى اللاعب بالبيئة المناسبة للتطور والنمو بعيدا عن الضغط، وليساعد قدر الإمكان الفريق الذي فتح له الباب ليخطوا أولى خطواته في عالم كرة القدم.
كما أن هناك حلما كبيرا يطمح له يوسف وهو ارتداء قميص المنتخب المغربي للكبار، حيث كان هو الأمر الذي أخبر به يوسف والده، خصوصا بعد الإنجاز الكبير للمغرب في مونديال قطر، والذي حضي خلالهيوسف بقميص المنتخب المغرب كهدية من مسؤولي فريقه، وهو ما شكل حالة من الفخر لدى الطفل الموهوب.
ولذلك ورغم تمثيل يوسف للمنتخب الإسباني للصغار تحت ثمان سنوات، إلا أن رغبته في المستقبل القريب تمثيل المنتخب المغربي للفئات الصغرى، قبل الوصول لهدف الكبير في المستقبل البعيد.