اقتصادسلايدر الرئيسيةطنجة أصيلة
وزارة التعمير “توقف” إنجاز مشاريع عقارية كبرى بطنجة تقدر بملايير الدراهم على مساحة 60 هكتارا.. لماذا؟
تعيش مدينة طنجة على وقع حالة فريدة من نوعها على المستوى الوطني بخصوص قطاع التعمير، بعد أن اجتزءت وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة، المصادقة على حوالي 60 هكتارا من تصميم تهيئة مقاطعتي مغوغة-السواني المصادق عليه في بداية السنة الجارية، لدراستها بشكل منفصل عن التصميم الرئيسي.
وعلم “شمالي” من مصادر مسؤولة ومهنية، أن وزارة المنصوري طالبت من الوكالة الحضرية لطنجة، أن يتم إنجاز دراسة قطاعية لتصميم خاص بالمشاريع ESPACE PROJET، شمل 60 هكتارا من النفوذ الترابي لمقاطعة مغوغة في حدود منطقة “محطة القطار- مارينا دور – محل بيع المتلاشيات”، إلا أن التأخر في تنزيل هذا التصميم الخاص بالمشاريع الكبرى جعل عددا الفاعلين الاقتصاديين يتخوفون عن مصير مشاريعهم في هذه المنطقة التي تقدر بملايير الدراهم.
وسنحاول من خلال هذا المقال أن نعالج الموضوع من جميع جوانبه، قصد دراسة هذه التجربة الفريدة التي تمر منها مدينة طنجة على المتسوى التعميري، وكذا طرح تخوفات الفعاليات الاقتصادية والمسؤولين عن هذا الملف.
تخوفات الفعاليات الاقتصادية بالمدينة
وعبرت عدد من الفعاليات الاقتصادية بمدينة طنجة، عن تخوفها من تأخر تنزيل هذه التصميم الخاص بالمشاريع الكبرى الذي يكلف تأخره في خسائر كبيرة وضبابية في إمكانية اتخاذ قرار يخص هذه المشاريع على المستوى المستقبلي.
وقال فاعل اقتصادي ، في حديث مع “شمالي”، فضل عدم ذكر اسمه، إن المنعشين العقاريين تفاجأوا من عدم إدراج هذا التصميم الخاص بالمشاريع الكبرى ضمن تصميم تهيئة مقاطعتي مغوغة-السواني، مشيرا إلى أن عددا من الفاعلين طرقوا أبواب المسؤولين الترابيين ليتم حل هذا المشكل، إلا أن الوضعية ما زالت على حالها لحد الساعة.
في السياق ذاته، أكد الفاعل الاقتصادي، أن الوكالة الحضرية لطنجة لم تشرك المنعشين العقاريين ولا أصحاب العقارات التي تتواجد في مشروع الدراسة القطاعية التي انكبت على إنجازها ليتم تقديم اقتراحاتهم بخصوص الموضوع، في إطار رؤية شمولية تجمع كل المتدخلين.
ودعا المتحدث ذاته، وزارة التعمير والإسكان لإخراج هذا التصميم في أسرع وقت ممكن، ليتسنى لأصحاب العقارات التصرف في ممتلكاتهم، عملا بالخطاب الملكي الداعي لتشجيع الاستثمارات المنتجة التي تقدر بملايير الدراهم، مؤكدا أنهم يؤيدون فكرة تخصيص منطقة مخصصة للمشاريع العقارية الكبرى مهيئة بشكل عصري ومنظم.
الوكالة الحضرية لطنجة توضح
وأوضح مسؤول رفيع بالوكالة الحضرية لطنجة، في تصريح خاص ل”شمالي”، أن الوكالة سهرت على إنجاز دراسة قطاعية لمساحة تقدر ب60 هكتارا تدخل في النفوذ الترابي لمقاطعة مغوغة.
وأكد المسؤول، أن الدراسة القطاعية للتصميم الخاص بالمشاريع الكبرى، تهدف لإنجاز تجربة عمرانية جديدة بمدينة طنجة في التنظيم العمراني، لإعطاء حرية أكبر للمهندس المعماري في الاشتغال على أشكال هندسية فريدة وعلو زائد.
وأضاف المسؤول، أن اللجنة المحلية التي ترأسها والي جهة الشمال، سبق أن صادقت خلال شهر ماي الماضي، على الدراسة القطاعية للتصميم الخاص بالمشاريع الكبرى، بعد أن أنجزت كل الأمور الضرورية.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الدراسة القطاعية تم وضعها لدى اللجنة المركزية لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير وسياسة المدينة، قصد إعطاء الملاحظات والمصادقة عليها، مؤكدا أن التصميم سيكون تجربة فريدة على المستوى الوطني، الأمر الذي يحتم إعطاء وقت كافي لجميع الإدارات من أجل إعداد تصميم يستجيب لجميع المتطلبات الحياتية داخل هذه المنطقة العمرانية من بينها تخصيص فضاءات عمومية وخلق مساحات بين البنايات.
المصادقة على مشروع تصميم التهيئة الرئيسي
وسبق أن وافقت الحكومة على التصميم والنظام المتعلق به الموضوعين لتهيئة مقاطعتي مغوغة- السواني بجماعة طنجة بعمالة طنجة- أصيلة وبالإعلان أن في ذلك منفعة عامة، دون أن يشمل 60 هكتارا من النفوذ الترابي لمقاطعة مغوغة.
وحسب مرسوم رقم 2.23.15 الصادر في 19 من جمادى الأخرى (1444 12 يناير 2023 ) بالجريدة الرسمية، فقد تمت الموافق على التصميم رقم 2021/SO-MG-PA والنظام المتعلق به الموضوعين لتهيئة مقاطعتي مغوغة – السواني بجماعة طنجة بعمالة طنجة – أصيلة وبالإعلان أن في ذلك منفعة عامة.
يشار إلى أن محمد امهيدية، والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، قد قرر سابقا العمل على مشاريع تصاميم تهيئة جديدة مجزئة على مستوى كل مقاطعة بجماعة طنجة، عوض العمل على مشروع تصميم تهيئة موحد للجماعة، قصد الإسراع في حل المشاكل التي عرفها مشروع التصميم.