آخر
خواطر سدراوي: مستجدات صراع الشرق الأوسط، هل يدخل في إطار طريق الحرير الجديد؟
الدكتور عزيز سدراوي
تتسارع الأحداث
فهناك من قال إن هذا فيلم محبوك حيث أن اسرائيل طلبت من إيران أن تقول لحماس أنه توجد ثغرة مخابراتية في إسرائيل، ما سيمكنهم من أن يدخلوا دون عناء وأن ينفذوا تلك العملية “طوفان الاقصى”، حماس أكلت الطعم و دخلت، هل فعلا إسرائيل صنعت هذا الفيلم لكي تنفذ الخطة أخذ جزء من غزة ودفع الغزاوين لرفح؟.
والآن امريكا رفعت العقوبات على إيران مقابل تنفيذ هاته الخطة.
في آخر خرجة أحد قادة حماس طالب الأخير المزيد من الدعم للحركة.
لكن أنا لي رؤية أخرى مخالفة تماما، و قد تكون الأقرب إلى الصواب.
طريق الحرير الجديد: الهند، الامارات، السعودية، الاردن، إسرائيل، حيفا ثم أوروبا عن طريق قبرص و اليونان.
ملاحظة بسيطة للوقائع سيتأكد لنا بالملموس أن هناك ضرب لمصالح مصر، لي يد لإيران و ترويض لقطر، لبنان و فلسطين لا توجدا على الخريطة بتاتا.
الطريق سينطلق من الهند سيمر عبر الإمارات يقطع السعودية من الجنوب الشرقي في اتجاه الشمال الغربي يدخل الأردن، إسرائيل ميناء حيفا ثم قبرص اليونان ليدخل الى باقي اوربا.
اليوم ألغيت جميع عقوبات ايران.
اليوم طلب أردوغان من ممثلي حماس بطريقة جد ديبلوماسية مغادرة تركيا، في الوقت الذي نفى مصدر مسؤول آخر هذ الخبر.
مصر لا تصنف حركة حماس كتنظيم إرهابي، بل تتواصل معها سياسيا وأمنيا منذ عصر مبارك على ثلاثة مستويات وحتى الآن:
الأول: تنسيق أمني على الحدود بين جانبيّ معبر رفح ، لأن حماس هي المسيطرة على الجانب الفلسطيني من المعبر منذ 18 عاما، وتصنيف مصر حماس حركة إرهابية يمنعها من هذا التنسيق.
الثاني: تنسيق داخلي في جهود المصالحة الوطنية مع حركة فتح ومنظمة التحرير، وحماس هنا تتبنى رأي معادي لمنظمة التحرير واتفاقية أوسلو، لكن مصر بجهودها السياسية خفّضت من حدة هذا الرأي لمجرد إصلاح المنظمة، وإمكانية تشكيل حكومة توافق.
الثالث: تنسيق أمني في جهود الوساطة مع إسرائيل في أي حروب ضد قطاع غزة، ودور مصر هنا واضح منذ أواخر عام 2015.
اليوم في إطار صفقة القرن، مصر في ورطة ولازم اخضاعها بشكل تام بالترغيب او الترهيب.
الفكرة هي هل انت معنا أو ضدنا. قانون الكل أو العدم.
معنا ستستفيد من كل شيء و تكون كل شيء،
ضدنا فأنت ضدنا في كل شيء و سوف تمحى من الخريطة.
لا توجد منطقة رمادية، حتى جارتنا الشرقية بلاد الشهداء لا لم تترك شعارا الا و اطلقته في سبيل فلسطين ظالمة او مظلومة، ما آن اعطيت الشرارة الاولى للعملية حتى سارع وفد منهم الى واشنطن لتقديم الولاء و التعبير عن تضامنهم مع إسرائيل و قد جاء هدا على لسان سفيرة الولايات المتحدة بالجزائر.
إذن في زمن المال و الأعمال، لا مكان العواطف و الأقوال، في زمن ألغيت فيه الحدود لكي تمر السلع و البضائع و تتدفق رؤوس الأموال و من يعترض او يتعرض يلاقي بدون أدنى شك و لا أيتها عاطفة للإبادة وإن كانت جماعية..و ما غزة و سكان غزة إلا كبش فداء إلا مثال بسيط…