اقتصادسلايدر الرئيسية
المركز الجهوي للاستثمار يروج لمؤهلات جهة طنجة تطوان الحسيمة بمدينة إشبيلية
عقد المركز الجهوي للاستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم الخميس 06 يوليوز الجاري، بمدينة إشبيلية الإسبانية، مبادرة ممارسة الأعمال، بالتعاون مع اتحاد أرباب العمل بالأندلس، والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وأندلوسيا تريد، وذلك بحضور نحو 200 مشارك يمثلون رجال ونساء الأعمال وفاعلين اقتصاديين في قطاعات مهنية متنوعة.
واعتبر رئيس اتحاد أرباب العمل بالأندلس، خافيير غونزاليس دي لارا، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية، أن المملكة المغربية “شريكا ذي أولوية بالنسبة للأندلس ولإسبانيا ككل”، مشيرا إلى أن “المغرب، وبشكل أكثر تحديدا جهة طنجة- تطوان-الحسيمة سوق طبيعي للأندلس، كما هو حال منطقتنا الجنوبية بالنسبة لشمال المغرب”.
وأضاف خلال هذا اللقاء أن “جوارنا وموقعنا الاستراتيجي يشجعنا على مواصلة تعميق تدفقاتنا التجارية، وزيادة الابتكار وفي مسار تدويل نسيج الأعمال على كلا الضفتين”.
وعرفت الجلسة الافتتاحية، مشاركة السفيرة المغربية بمدريد، كريمة بنيعيش، التي تطرقت في كلمة لها بالمناسبة إلى أهمية العلاقات الاستراتيجية المغربية الإسبانية، وتحسن المبادلات التجارية والاقتصادية بين البلدين في السنوات الأخيرة. كما عرفت أيضا مداخلة عادل الرايس، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بجهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي أكد وجود عدة قواسم مشتركة بين إقليم الأندلس، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، مشيرا إلى أن المغرب يحتضن حوالي 1000 شركة إسبانية، كما أن إسبانيا الشريك التجاري الأول للمملكة.
وضمن أشغال هذا اللقاء الذي انعقد بمقر كونفدرالية رجالا لأعمال بإقليم الأندلس، قدم جلال بن حيون في كلمة له بالمناسبة، عرضا تطرق فيه إلى سياق تنظيم النسخة الثانية من مبادرة الأعمال DOING BUSINESS، في مدينة إشبيلية الإسبانية، مشيرا إلى أنه يأتي في سياق صدور الميثاق الجديد للاستثمار، والذي حمل مزايا جديدة للمستثمرين المغاربة والأجانب.
وفي هذا الصدد، ونظرا للقرب الجغرافي والموقع الإستراتيجي، يضيف جلال بن حيون جاءت هذه الزيارة للتعريف بمؤهلات جهة طنجة تطوان الحسيمة، وما تزخر به من إمكانيات جعلتها وجهة لتوطين مشاريع صناعية عالمية في قطاعات السيارات والطيران والخدمات والطاقات المتجددة، واللوجستيك.
وأضاف المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار، أن هذه الشراكة بين المغرب وإسبانيا تشكل خيارا استراتيجيا قائما على التكامل والشفافية والالتزام. وقد مكنت البلدين من الحفاظ على دينامية تجارية مستدامة وتنفيذ مشاريع تنموية مشتركة ذات قيمة مضافة عالية.
وأكد على أن جهة طنجة تطوان الحسيمة، أصبحت تلعب دورا رياديا في جذب استثمارات أجنبية، وذلك خلال العقدين الماضيين، بفضل الإصلاحات الجريئة والمشاريع الهيكلية الكبرى التي عرفتها المنطقة بفضل اهتمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مما ساهم في تحفيز شركات متعددة الجنسيات للاستثمار في مناطقها الاقتصادية والصناعية.
من جانبه، استعرض منير البويسفي، المدير العام لوكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال، مقومات البنيات التحتية، ومؤهلات المناطق الصناعية والحرة والأوفشورينغ، ومنصة ميد زيد. مؤكدا على أن جهة طنجة تطوان الحسيمة، وإقليم الأندلس يتقاسمان الإطلالة على حوض الأبيض المتوسط، تحتضنان مينائين مهمان هما طنجة المتوسط، وميناء الجزيرة الخضراء، اللذان يربطان إفريقيا بالقارة الأوروبية.
أما أنطونيو سانشيز المستشار لرئاسة الحكومة الأندلسية، المكلف بالشؤون الداخلية والحوار الاجتماعي والتبسيط الإداري، فوجه توصية تدعو الإدارات إلى تعزيز إجراءات مثل هذا الاجتماع، التي تعزز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتحدد الالتقائية حتى لإنشاء مشاريع وتسمح للمقاولات الأندلسية بأن تتمتع بقدرة أكبر على المنافسة في الأسواق الدولية.
وتابع سانز قوله أنه في حالة جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، فإن المقاولات الأندلسية “تجد نفسها أمام منطقة مهيأة للغاية للأعمال والاستثمارات”، خصوصا وأن ميناء الجزيرة الخضراء وميناء طنجة المتوسط مرافئ بحرية مهمة لتلبية مطالب رجال الأعمال من كلا المنطقتين، على حد تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن أشغال اللقاء المغربي الإسباني، مشاركة عمر مورو، رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الذي ألقى كلمة في الجلسة الأولى، وعبد اللطيف أفيلال، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، الذي قدم مداخلة في الجلسة الثالثة من أشغال مبادرة ممارسة الأعمال، إلى جانب مسؤولين آخرين مغاربة وإسبان.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، أن الجهة تستوفي جميع الشروط لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي، وذلك بفضل المشاريع الهيكلية المختلفة التي تم إنجازها في ظل القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشيرا إلى أن شمال المملكة أصبح منصة لا محيد عنها للتنمية.
وذكر مورو بتنفيذ برنامج التنمية الجهوية 2022-2027، المبني على مقاربة تشاركية ويهدف إلى ضمان التنمية المستدامة والمتوازنة للجهة، موضحا أن هذا البرنامج يتطلع إلى منح المنطقة موقعا طموحا وواقعيا، وجعلها منطقة جذابة ومبتكرة وشاملة ومرنة وقاطرة للتنمية المستدامة.
وشكل هذا الاجتماع، الذي نظم بالتعاون مع اتحاد أرباب العمل بالأندلس، والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وأندلوسيا تريد، فرصة مواتية لإبراز فرص الاستثمار الهائلة والواعدة التي توفرها الجهة، وبالتالي تتيح للمستثمرين الإسبان، والمستثمرين الأجانب بشكل عام، الحصول على معرفة عميقة لمختلف المؤهلات القطاعية، وعروض الدعم والمواكبة، فضلا عن الآليات التحفيزية المتعددة التي تقترحها المنطقة.