سلايدر الرئيسيةملاعب
اتحاد طنجة والوداد البيضاوي قمة كروية رفيعة .. لكن!
الصادق بنعلال:
ما من شك في أن كرة القدم الوطنية شهدت في السنوات الأخيرة صحوة كبيرة تجلت في عديد المظاهر والمكتسبات بالغة الأهمية، أقلها المشاركة الممتازة لمجموعة من النوادي المغربية في التظاهرات العربية والقارية، وتتويجها بألقاب وكؤوس من العيار الرفيع، فضلا عن التفوق في تجهيزات البنية التحتية متعددة الأصناف والمستويات، وفي المقابل أمامنا مشوار طويل من أجل الإعداد للتعاطي المتوازن مع مكونات أخرى لهذه اللعبة الساحرة، من قبيل تأهيل الجماهير العريضة، وإصلاح منظومة التحكيم حتى يتسنى لنا بلورة إنجاز رياضي يليق بالصورة الاعتبارية للوضع التنموي العام ببلادنا.
وهكذا وبعد قرارات اندفاعية غير محسوبة العواقب صدرت عن حكم مقابلة الدربي البيضاوي ظلم فيها الرجاء بشكل لا شبهة فيه ولا لبس، شاهدنا بالأمس الأربعاء 12/4/23 مقابلة كروية من العيار الثقيل في ملعب ابن بطوطة الدولي، تلك المقابلة التي اعتبرت الأفضل في مسيرة بطولة هذه السنة، وقد جمعت الاتحاد الرياضي لطنجة المتذيل سبورة ترتيب الفرق الوطنية، بالوداد الذي ينافس على لقب البطولة وله رهانات أخرى عربية وأفريقية.
مرت أطوار هذا الحوار الفني في جو من الروح الرياضية العالية والعلاقة الودية التي ألفت بين جمهورين كبيرين عتيدين، واستمتعنا بأداء كروي مبهر لا نراه إلا نادرا في ملاعبنا، لم يكن هناك أي تفوق لفريق على حساب الآخر، إذ كان بالإمكان خروج فارس البوغاز منتصرا بأكثر من هدف، كما كان من المرتقب فوز الوداد في الوقت الرسمي دون الانتقال إلى الأشواط الإضافية وركلات الترجيح.
لكن ليس من باب التشكي الإشارة إلى أن حكم المقابلة كاد أن يفسد روعتها الجمالية والتقنية بقرارات لم تكن دائما صائبة، ونخص بالذكر الإعلان عن ضربة جزاء غير واضحة بما فيه الكفاية لصالح نادي الوداد ما بعد الوقت بدل الضائع، والحال أن الإعلان عن ركلة جزاء في أي مقابلة ليس أمرا هينا ولا نزوة طائشة، بل هو قرار صعب وعصيب لا يجوز إقراره إلا إذا ثبت ثبوتا لا غبار عليه، والواقع أن هكذا شرط لم يكن متوفرا في الحالة المعنية بالأمر. ندرك أن بداية فارس البوغاز في هذا الموسم كانت كارثية على جميع المستويات، إلا أنه وبعد التغييرات التي أحدثها المكتب المديري الجديد، التي شملت لاعبين جدد ذوي كفاءة والعارضة التقنية، بدأنا نشاهد فريقا آخر يقارع كل النوادي الوطنية بثقة وثبات ويقين في التميز نتيجة وأداء. وبالتالي من الظلم والإجحاف أن نقضي على حلم فريق بدأ يرى النور في آخر النفق، ومن التسرع واللامسؤولية أن نتعامل معه بنزقية وخفة، وهو يمثل أهم مدينة مغربية وأروع جمهور وأجمل ملعب، سوق صورة الكرة المغربية دوليا في أكثر من مناسبة، آخرها لقاء المنتخب الوطني بنظيره البرازيلي الذي تابعه أكثر من مليار مشاهد في كل بقاع العالم، رجاء قليلا من التهور كثيرا من التعقل!