اقتصادسلايدر الرئيسية
روسيا تُحول المياه الإقليمية لسبتة المحتلة لمركز عالمي لشحن النفط
أضحت مدينة سبتة المحتلة، بؤرة نقاش جديد على المستوى العالمي، بعد أن أصبحت مركزا جديدا لشحن النفط على المستوى العالمي، تشرف عليها روسيا، في ظاهرة أنتجها العالم الجديد الذي أنشأه غزو بوتين لأوكرانيا.
وحسب مقال على النسخة الإلكترونية لجريدة واشنطن بوست الأمريكية، فإنه في البحار الهادئة لسبتة بعيدا عن الأعين، تقوم روسيا بعمل تبادلات بين ناقلات النفط، حيث تسمح لها هذه العملية بتقليل تكاليف الشحن، والتغلب على القيود، وتقديم خدماتها لعملائها المتبقين.
واعتبر المقال أن هذه العملية تقدم نتائجة كبيرة لروسيا، حيث لا يزال النفط الروسي يتدفق إلى السوق العالمية بكميات كبيرة، بمقدار ينخفض بقليل فقط عن مستويات تصدير النفط قبل بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، رغم العقوبات القاسية التي فرضتها أمريكا ومعها الاتحاد الأوربي على روسيا.
ويشير المقال إلى أنه قبل الحرب، نادرا ما استخدمت روسيا هذه المنطقة كمحطة لشحن النقط، حيث كانت تشحنه مباشرة للمصافي الأوربية، لكن مع بداية الحرب أصبحت روسيا تركز على عملية شحن النفط انطلاقا من هذه المنطقة، حيث اعتمدتها بشكل متقطع في الأيام الأولى للحرب، قبل أن تصبح عملية روتينية مع مرور الأشهر.
ويرصد المقال مراحل عملية الشحن، والتي تكون بدايتها من خلال تحميل النفط الخام في ناقلات صغيرة الحجم من بحر البلطيق شمال غربي روسيا، والتي تبحر صوب سبتة تنتظرها حاملة النفط العملاقة VLCC، قبل تدخل الطائرات للقيام بنقل براميل النفط من الناقلات الصغيرة إلى حاملة النفط الكبيرة.
ومنذ دجنبر نهاية السنة الماضية، قامت ستة ناقلات نفط عملاقة بهذه العملية، حسب واشنطن بوست، التي أوضحت أن هذه العملية لا تنتهك بها موسكو القانون الدولي، حيث تبقى الناقلات على بعد 12 ميلا بحريا من الشاطئ، وهو الحد الأقصى للمياه الإقليمية، مع التزام السفن أيضا بالإبقاء على منارات السفن مضاءة، وهو ما يعد احتراما للمعايير الدولية.
إلا أن هذه العملية تشوبها بعض المخاطر حسب الجريدة الأمريكية، حيث تستعمل روسيا بعد الناقلات الضخمة التي بلغت ربع قرن من الخدمة، وأصبحت تقريبا غير صالحة للخدمة، كما أن التأمين الخاص بهذه الناقلات يعد من الجوانب الغامضة، وهو ما يجعل خطر انسكاب النفط داخل المياه الإقليمية مرتفعا، وهو ما دخل واشنطن بوست للتأكيد على ضرورة حفاظ إسبانيا على دورياتها في مكان قريب.
وأصبحت روسيا مضطرة على الاعتماد على هذه المنطقة كمنطقة شحن وتوزيع، بالنظر للعراقيل التي أصبحت تواجهها في مناطقة أخرى بالقرب من الدانمارك وإنجلترا، حيث أكدت السلطات هناك أن أية عملية مشابهة لنفل النفط ستكون غير مرحب بها.