لا اختلاف أن الاعلام يلعب دورا هاما في تشكيل الرأي العام والتأثير فيه. إلا أن مدى تأثر الفرد أو المجتمع بمضمون الرسالة الإعلامية يختلف بحسب النظرية المستعملة والمتحكمة في ذلك !
فمن أبرز النظريات التي لها تأثير مباشر وقوي وتلقائي على الرأي العام، نجد نظرية “الرصاصة السحرية” أو ” الإبرة تحت الجلد “. بحيث تكون الرسالة الإعلامية قوية يمكن تشبيهها بالطلقة النارية التي اذا صوبت بشكل دقيق لا تخطأ الهدف.
ويعد الفايسبوك بيئة ملائمة لإطلاق تلك الرصاصات السحرية في وعي المتلقين والمشاهدين قصد التلاعب بعقولهم . فكلنا نتذكر أحداث الربيع العربي سنة 2011 ، وكيف ساهمت التجربة الإعلامية من خلال عدة قنوات، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في تأجيج المشاعر. بحيث كان المتلقي العربي معزول في بيته داخل غرفته خلف حاسوبه في حسابه يتلقى رصاصات سحرية عبر صفحات ومجموعات فيسبوكية تتلاعب بعقله وبأفكاره وبوعيه، وتخدره إبر دعائية تحت الجلد للخروج الى الشوارع. فتحول الوضع إلى هستيريا جماهرية، يمكن استنساخها في كل الشوارع العربية، بضخ إعلامي مبرمج ومعدل بشكل مسبق.
كما تقوم الرصاصة السحرية بتضليل عقول البشر، والتضليل على حد قول باولو فرير ماهو ” إلا أداة للقهر فهو يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها الى تضويع الجماهير لأهدافها الخاصة”
فتجد المناضل أو المثقف الأزرق متتبعا لما يحدث في الشأن السياسي والاقتصادي، فإذا به يتلقى طلقة نارية، فيخضع لاستراتيجية الإلهاء فَتُحَول انتباهه عن المشاكل والمتغيرات التي تقررها النخب السياسية والاقتصادية ، إلى قضايا تافهة تروج على صفحات الفايسبوك…
تجسيدا أخر لنظرية “الرصاصة السحرية”، نعلم جميعا أن الجامعة المغربية عاشت وتعيش بعض احداث العنف في مواقع محددة وفي فترات متباعدة من الزمن، لكن الإعلام من خلال رصاصاته يحاول أن يؤجج منها مبرزا أن الجامعة لا تعرف إلا العنف في محاولة لبث الخوف، وتكريس في نفوس الطلبة أن داخل تلك الأسوار تيارا لا رأي إلا رأيه، ولا صوت إلا صوته ولا حق في الاختلاف معه … !!
فيترسخ في ذهن الطالب الفيسبوكي الجديد المتلقي لهذه الطلقة، أن الجامعة قلعة للعنف، لا مكان للحوار ولا للاختلاف ولا قوة للفكرة …فيقضي حياته الطلابية داخل ثالوث روتيني ( الحافلة ، الحي الجامعي، الجامعة ). وذلك رغبة في الهناء وبعدا من وهم العنف، مخدرا بإبرة تحت الجلد . وفي النهاية مشروع مواطن عادي غير قادر على الدفاع حتى عن حقوقه …
من هنا علينا أن نكون أكثر وعيا بالاعلام وبرسائله وبرصاصاته وطلقاته النارية المخترقة للعقول، وبإبره المخدرة ، التي هي لأهداف واغراض يتم تحديدها في غرف سوداء ومظلمة.
لبنى الرويضي: لا فيسبوكي يسلم من الرصاصة السحرية !!

مقالات ذات صلة
أحدث الفيديوهات
الأكثر قراءة
- 1
- 2
- 3
-
4
توقيف سائقي سيارتي أجرة بمدينة طنجة بسبب القيادة بشكل متهور قرب المطار
0 27 ديسمبر، 2024 -
5
آخر الفرص بمشروع “دار السلام” – شقق فاخرة بموقع استراتيجي في تطوان
0 31 ديسمبر، 2024
- 1
- 2
- 3
-
4
توقيف سائقي سيارتي أجرة بمدينة طنجة بسبب القيادة بشكل متهور قرب المطار
0 27 ديسمبر، 2024 -
5
آخر الفرص بمشروع “دار السلام” – شقق فاخرة بموقع استراتيجي في تطوان
0 31 ديسمبر، 2024
آراء الكتّاب
شمالي
كاتبTanger.. Clôture de la 4ᵉ édition du Colloque International sur la Coopération Université-Entreprise avec la participation d’universités étrangères
Ahmed Maghni, Directeur de l’École Nationale de Commerce et de Gestion de Tanger, a clôturé…
24 مايو، 2025
شمالي
كاتبطنجة.. اختتام الدورة الرابعة للملتقى الدولي حول التعاون بين الجامعة والمقاولة بمشاركة جامعات أجنبية
اختتم أحمد مغني، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، أشغال الدورة الرابعة للملتقى الدولي حول…
24 مايو، 2025