اقتصادسلايدر الرئيسية
الزخات المطرية تحيي آمال فلاحي جهة الشمال لجني محصول معتبر.. وهذه الاحصائيات الرسمية
أحيت الزخات المطرية التي شهدتها مختلف مناطق جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، على مدى الأسابيع الماضية من فصل الربيع، آمال الفلاحين في استدراك آثار الجفاف الحاد الذي شهدته أشهر الخريف والشتاء، وأثر على مختلف الزراعات.
بأحواز طنجة وبسهول حوض اللوكوس وتلال مقدمة الريف بوزان وسفوح جبال الريف بشفشاون وتطوان والحسيمة، عاد الرداء الأخضر ليكسو الأرض بعد انتعاش مختلف الزراعات البورية، ما أحيى آمال الفلاحين في جني محصول معتبر مع نهاية الموسم الصيف المقبل.
وأكد المدير الجهوي للفلاحة بطنجة-تطوان-الحسيمة، المحجوب لحرش، في تصريح صحفي، أن معدل التساقطات المطرية التراكمية خلال هذه السنة ناهز حوالي 350 ملم على مستوى الجهة، فيها 130 ملم خلال شهر مارس فقط.
وأضاف المسؤول أن هذه التساقطات الأخيرة “كان لها انعكاس جد إيجابي على مجموعة من الزراعات، من بينها الأشجار المثمرة والكلأ والخضراوات والحبوب”، موضحا أن “حالة حوالي 70 في المائة من زراعات الحبوب من متوسطة إلى جيدة”.
هذه الزخات المطرية الأخيرة ذات الأهمية الأكيدة، ساهمت في تقليص العجز الحاصل في التساقطات المطرية، والذي يناهز 44 في المائة مقارنة بموسم 2020 – 2021. بينما خلال شهر مارس فقط، سجلت التساقطات فائضا بعدما تهاطل على جهة الشمال أزيد من 127 ملم من الأمطار، مقابل 55 ملم العام الماضي، و 79 ملم خلال سنة عادية.
وتميزت هذه التساقطات المطرية بتوزيعها المتباين بين مختلف عمالات وأقاليم الجهة، فقد سجلت تطوان أعلى معدل ب 475.5 ملم، تليها طنجة (442 ملم)، ثم شفشاون (342 ملم)، ثم حوض اللوكوس (309 ملم)، كما أنها ساهمت في دعم حقينة السدود، لاسيما تلك التي تزود حوض اللوكوس بمياه السقي، ويتعلق الأمر بوادي المخازن (67.9 في المائة) و دار خروفة (37.5 في المائة).
واعتبر لحرش أن لهذه التساقطات “وقع جد إيجابي” على حقينة السدود والفرشة المائية، ما سيساهم في تخفيف العبء على الفلاحين، خاصة خفض فاتورة مياه السقي، وأيضا بالنسبة للكسابة ومربي الماشية، إذ أن المراعي عرفت تطورا كبيرا.
على مستوى الزراعات الخريفية-الشتوية التي تشمل مساحة تفوق 372 ألف هكتار (87 في المائة من المساحة المبرمجة)، فقد تمت زراعة ما يفوق 300 ألف هكتار من الحبوب (88 في المائة من المساحة المبرمجة)، وحوالي 18 ألف هكتار من القطاني الغذائية (63 في المائة)، وحوالي 50 ألف هكتار من المراعي والكلأ (90 في المائة)، و 46 ألف هكتار من الزراعات السكرية (92 في المائة).
وحفزت تساقطات شهري مارس وأبريل المديرية الجهوية لوضع برنامج طموح يساهم في استدراك الأثار السلبية لشح التساقطات منذ بدية الموسم، إذ أبرز لحرش أن “بالنظر لتحسن الظروف المناخية، فقد برمجت المديرية زراعات ربيعية على مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف هكتار، من بينها 18 ألف و 500 هكتار من الخضراوات”.
وبالفعل، فقد تمت برمجة زراعة ما يزيد عن 35 ألف هكتار من زراعات الحبوب (الذرة والأرز) والقطاني والكلأ والنباتات الزيتية (عباد الشمس والفول السوداني)، حيث تم إلى غاية الاسبوع الجاري إنجاز 14 في المائة من بينها.
وقد خصت المديرية الجهوية زراعة الخضراوات والفواكه الربيعية باهتمام خاص بالنظر إلى قيمتها المضافة الاقتصادية بالنسبة للفلاحين وأهميتها ضمن نمط الاستهلاك الغذائي المغربي، حيث تصل المساحة المبرمجة إلى 18 ألف و 500 هكتار، تم إنجاز 22 في المائة من بينها (4148 هكتار)، وتشمل أساسا البطاطس والبصل والطماطم والدلاح والبطيخ، إلى جانب باقي المنتجات.
وعموما، فقد تم خلال الموسم الفلاحي الحالي تخصيص أزيد من 510 ألف هكتار لمختلف أنواع الزراعات على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، تم إنجاز 80 في المائة من بينها، أي ما يعادل 406 ألف هكتار.
وبالرغم من شح الأمطار وآثاره السلبية على بداية الموسم الفلاحي 2021 – 2022، فإن آفاق الموسم يتوقع أن تتحسن بفضل التساقطات الأخيرة، والتي شملت جهات مختلفة من المملكة، خاصة بالنسبة للزراعات الربيعية والحبوب والقطاني والأشجار المثمرة، كما ستنعش المراعي ما سيساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية.