آخر
خواطر سدراوي.. “أهمية الوقت”
أظن أن أهم ما يقدم الإنسان للإنسان ليس العلم أو العمل، و لا أن يكتب كتاب أو يؤلف رواية أو أن يبني صرحا يذكر به، إنه الوقت.
يقول سينيكا (seneque): (نحن جميعاً نشكو من قصر الوقت، ومع ذلك فإن لدينا منه أكثر مما نعرف ماذا نفعل به، فنحن دوماً نشكو من أنّ الأيام قليلة، ونتصرف كما لو أنّها بلا نهاية).
الوقت هو أهم ما يمكن أن يقدم الأنسان للانسان.
الوقت الذي اقتطعه من حياتي، عائلتي، راحتي، و أقدمه لك هو أعظم عطاء.
حتى أن الوقت أعظم من المال.
الكثير منا يرى أن الوقت هو العمل المتواصل، و الكثير منهم يظن أن لا قيمة لتنظيمه، و بالتالي لا يقيمون للوقت أهمية تذكر.
و هذه مفاهيم منتشرة بكثرة في منطقتنا و مجتمعنا. و النتيجة مجتمعات غير منتجة و أقل عطاء.
وهناك من أدرك أهمية الوقت وألزم نفسه العناية به وملئهِ بالعمل المفيد حتى يقلل من الفراغ الذي لا يدخل في دائرة التنظيم، فالفراغ داعٍ إلى الفساد، ومفتاح للشرور.
التخطيط اليومي للوقت هو الخطوة الأولى في إدارة الوقت وتنظيمه أما فقدان التخطيط اليومي أو التخطيط غير ملائم فهو من الإدارة السيئة للوقت، أما التخطيط الفعّال فهو الذي يُجنب الإنسان هدر الوقت وتضييعه دون فائدة.
فتنظيم الوقت يعود بفوائد عديدة منها ما يظهر مباشرة ومنها ما يظهر على المدى البعيد.
الشعور بالتحسن بشكل عام في جميع شؤون الحياة، التفرغ للأنشطة الاجتماعية، فيُروّح عن نفسه وعن الأشخاص المحيطين به، تطوير الذات،
التنظيم الجيد يُمكّن الإنسان من تحقيق أحلامه وتطلعاته المستقبلية، والأهداف التي يرجو تحقيقها، تحسين إنتاجية الفرد والجماعة كماً ونوعاً، و الكثير الكثير.
من الخصائص التي تُميز الوقت سرعة انقضائه، فالوقت يمر على الإنسان بسرعة كبيرة لا يعلم خلالها كيف مرّ وانقضى، وكل ذلك من عمر الإنسان الذي بمروره ينقضي شيئاً فشيئاً. قال تعالى في كتابه العزيز: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ).
الوقت أغلى وأثمن ما في هذه الدنيا، فقيمة الوقت لا تُقدر بمالٍ أو ثروة، لسببين الأول: أنّ الوقت سريع الانقضاء، والثاني: أنّ ما مضى من الوقت لا يمكن إرجاعه.