آخر

سدراوي يكتب.. “المغرب جزيرة”

الدكتور عزيز سدراوي

‏لا أفهم كيف يستطيع الناس الكذب في العلاقات، صداقة أو زمالة أو حتى رفقة، والإدعاء بالوفاء. أنا لا أستطيع أن أقول مرحباً لشخص لا أستلطفه.

صديقي المفضل لم يعد مفضل ، ولم يعد صديقي.

أصعب شيء ممكن أن تعيشه أنك ترى بأم عينيك خيانتك من طرف الشخص الذي كنت تعتبره الاقرب و أكثر واحد محل الثقة.

قد مات قوم وما ماتت مكارمهم** ‏وعاش قوم وهم بالناس أموات.

المغرب جزيرة: المقولة الشهيرة لعبد الله العروي، حيث دعا من خلالها سكان المغرب أن يتعايشوا و أن يتعاملوا على هذا الأساس.

يوم السبت و بينما كانت الجماهير المغربية باختلاف انتماءاتها، ودادية كانت أو رجاوية او عسكرية أو ماصاوية أو فرق أخرى، كانت الجماهير المقابلة جماهير جمهورية الكابرانات ترفع إعلام مصرية و تونسية و فلسطينية، و أعلام الكيان الوهمي كيان القياطن و العجاج.

كل هذا الحقد على المغرب.

لهذا فإن هذا الوطن لن يرفعه إلا أهله و لن ننتظر من أحد أن يناصره، كما كان الحال منذ فجر التاريخ.
ماذا لو نحن أيضا رفعنا الأعلام التي تغضب.

لو كانت المسائل تعالج برفع الأعلام و الرايات و الشعارات سنطالب فورا بالكف عن دفع أموالنا للفلسطينين، و بالمقابل سنرفع الرايات و الشعارات الرنانة.

و طبعا سنرفع شعارات تخدم مصالحنا و تساند اتفاقياتنا وعلى رأسها الاتفاق الاستراتيجي الإبراهيمي التاريخي، و نكون قد ضربنا عدة عصافير بحجر واحد.

نحن المغاربة أناس أفعال لا أقوال، في حين يعيش الآخرون في زمن الشعارات الفارغة، و رفع الأعلام كأقصى طريقة للتعبير.

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق