سلايدر الرئيسيةطنجة أصيلةمجتمع
الوالي مهيدية يستنفر لمواجهة كورونا.. تخصيص 3 مستشفيات لعلاج المصابين وإحداث مستشفى ميداني جديد
(أيوب الحسوني)
بعد التحقيق الذي نشرته المساء حول قرب انهيار المنظومة الصحية بطنجة في مواجهة تفشي الموجة الثانية من وباء كورونا، تعبأت جميع السلطات بالمدينة لدعم العرض الصحي الموجه لمرضى فيروس كورونا، وترأس محمد امهيدية شخصيا سلسلة من الاجتماعات الماراتونية جمعته بمختلف المصالح الجهوية والإقليمية المختصة، خاصة رجال السلطة والمسؤولين بالقطاع الصحي. وأفضت هذه التعبئة، وفق مصادر عليمة في تصريحاتها للمساء عن اتخاذ مجموعة من التدابير ذات الطابع الاستعجالي، همت على الخصوص الرفع من الطاقة الاستيعابية لأقسام العناية المركزة الخاصة بالحالات الحرجة للمصابين بالفيروس التاجي، وتخصيص ثلاث مؤسسات صحية بالكامل لعلاج مرضى كورونا، فضلا عن الشروع في إحداث مستشفى ميداني بسعة 100 سرير، وكذا تنظيم عملية مراقبة المرضى ومواكبتهم ثم تقديم العلاج لهم.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر المساء; أن المصالح الصحية بتعاون مع السلطات أقامت جناحا جديدا للعناية المركزة بالطابق الثاني من مستشفى الدوق دي طوفار يضم عشريا سريرا مجهزا تقنيا ولوجيستيا وبالطاقم البشري اللازم لاستقبال الحالات الحرجة للحاملين لفيروس كورونا أو أحد سلالاته المتحورة.
كما أن قسم الإنعاش بالطابق السفلي من ذات المستشفى تعزز بسبعة أسرة جديدة كاملة التجهيز شرعت فعليا في علاج المرضى، فصار المستشفى بالكامل مخصصا لخدمات العناية المركزة للحالات الحرجة من المصابين بالفيروس التاجي.
وسعياً إلى التخفيض المستمر لعدد المرضى بجناح العناية المركزة، كشفت مصادر المساء; أنه تم تزويد مستشفى الدوق دي طوفار ب30 جهازا جديدا لضخ الأوكسجين من النوع الممتاز يتم تسليمها للمرضى الذين تبدو عليهم علامات التعافي، فيحمل المريض الجهاز معه إلى منزله لمتابعة علاجه بالبيت مؤقتا وترك سريره بالعناية المركزة للمرضى الآخرين الذين لا زالوا في حالة حرجة. وهذا الإجراء، توضح ذات المصادر، رفع بشكل ملحوظ من الانسيابية في حركية ولوج جناح الإنعاش والخروج منه، عكس ما كان يحدث في السابق، حيث كان يتم الاحتفاظ بالمريض داخله لغاية التيقن التام من جنوحه للتعافي ما كان يرفع من عدد المرضى بلائحة الانتظار لولوج قسم الإنعاش.
وفي السياق ذاته، أعربت مصادر طبية للمساء عن ارتياحها بعد تزويدها مؤخرا بمعدات تقنية ووسائل عمل حديثة ذات جودة عالية من شأنها الرفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة ومن مردودية الأطر الصحية.
من جهة أخرى، تقرر في اجتماعات المصالح الحكومية المختلطة تخصيص مرافق مستشفى محمد السادس لعلاج مرضى كورونا الذين تتطلب حالاتهم الصحية ربطهم بأجهزة التنفس الاصطناعي. فيما تعمل السلطات على قدم وساق على إعداد وتجهيز مستشفى ميداني بفضاء جانبي متاخم لمستشفى محمد السادس بيعة مهمة تقدر بمائة سرير، ليسهم هو الآخر بشكل كبير في الرفع من عدد الأسرة الموجهة للمرضى.
وأكدت مصادر المساء أن السلطات تدارست مع المسؤولين عن القطاع الصحي بالجهة والإقليم، كيفية إخلاء مستشفى القرطبي شمال المدينة لينضاف إلى المؤسسات الصحية المخصصة لاستقبال الحالات غير الحرجة الحاملة لفيروس كوفيد ; والتي تحتاج إلى المواكبة الطبية باستمرار.
وأهم ما طُرِح في اجتماعات السلطات الرامية لاحتواء الوباء بمدينة طنجة والحد من انتشاره، وفق ذات المصادر دائما، كان وضع إطار تنظيمي محكم وسلس لمواكبة الحالات المصابة بالمرض منذ الوهلة الأولى حين التأكد من الإصابة به، حيث يتوجه المصاب أولا إلى مركز صحي بمنطقة الزياتن لمعاينة حالته وتقديم الدواء له، ثم توجيهه لو اقتضى الأمر إلى مستشفى محمد السادس لإجراء فحص الأشعة على الصدر بغرض قياس مدى خطورة حالته الصحية، قبل أن يقرر الطاقم الطبي المشرف على هذه العملية في عين المكان في مصيره، سواء تعلق الأمر بالعودة لتتبع العلاج بمنزله، أو ضرورة الإقامة بمستشفى محمد السادس في حال تطلبت حالته الصحية الربط بأجهزة الأوكسيجين، أو نقله على متن سيارة الإسعاف إلى مستشفى الدوق دي طوفار المخصص للحالات الحرجة.
وبالموازاة مع تركيز السلطات على الرفع من العرض الصحي الموجه لمرضى الكوفيد، تقرر خلال الاجتماعات الأخيرة للوالي مع الأطر الطبية المسؤولة بالإقليم، تسريع عملية التلقيح بالمدينة، وتسخير كل الإمكانيات اللوجستية والمادية والبشرية لهذا الغرض، حيث تم فتح القاعات الرياضية المغطاة لاستقبال هذه العملية حتى تنضاف إلى الملعب الكبير بمدينة طنجة، الذي يعد أكبر مركز تلقيح على الصعيد الوطني، سعيا إلى اكتساب المناعة الجماعية بالمدينة ومحاصرة تفشي الفيروس.