سياسة

طرق للتخلص من رائحة الفم الكريهة في رمضان

رائحة الفم الكريهة مشكلة يعاني منها الكثير من الأشخاص خاصة خلال فترة الصباح واستيقاظهم من النوم، ويرجع ذلك لتراكم الطعام في الفم ونمو البكتيريا. ومع دخول شهر رمضان والصيام تزداد هذه المشكلة لدى أغلب الأشخاص، وقد ترجع الأسباب إلى مشاكل صحية، أو عادات خاطئة، أو نتيجة للتدخين، أو تناول بعض الأطعمة مثل الثوم والبصل. فالكثير يعتقد أن السبب وراء هذه المشكلة هو عدم الاعتناء بالفم والأسنان، إلا أن هناك العديد من الأسباب الأخرى والتي تؤدي إلى تفاقم رائحة الفم، لكن يمكننا القول إن طرق العلاج تعتبر من أسهل ما يمكن في ضوء الوقوف على أسباب المشكلة، ومن ثم اتباع طرق العلاج المناسبة.

يقول د. عمرو المستكاوي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي: هناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها رائحة الفم الكريهة، فهناك بعض الأسباب التي تتعلق بالعناية بتنظيف الفم والأسنان والإهمال في المحافظة عليهما، كذلك أمراض الأسنان مثل التسوس، والذي من شأنه أن يؤدي إلى رائحة الفم غير المحببة، بالإضافة إلى التهاب اللثة، أو التهاب الجيوب اللثوية، وأمراض اللسان، والتهابات سطح اللسان، كل هذا من شأنه أن يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة، مشيرا إلى أن هناك بعض الأسباب التي تتعلق بأمراض الأنف والبلعوم، كالتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب الحلق المزمن، وجفاف الحلق والتهاب البلعوم.

ويضيف قائلا: الأسباب التي تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة لا تتوقف عند حد أمراض الفم واللثة، ولكنها ترتبط أيضا بأمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن، والدرن والالتهاب الفطري للرئة، وخراج الرئة المزمن. كما أن هناك بعض الأسباب التي تتعلق بالجهاز الهضمي مثل زيادة النمو البكتيري بالجهاز الهضمي، خاصة تلك الأمراض التي تؤثر على المناعة مثل: السكر، والالتهاب الفطري للمريء والمعدة وإفراغ المعدة، والبكتيريا الحلزونية، كذلك الإمساك المزمن، كل هذه الأمراض من شأنها أن تؤدي إلى الرائحة الكريهة بالفم، لافتا إلى أن هناك بعض الأمراض العامة التي تؤدي أيضا إلى حدوث هذه المشكلة مثل ارتفاع نسبة الأمونيا بالدم، والذي ينتج في حالة أمراض الكبد وفشل الكلى المزمن.

أما عن طرق علاج مشكلة رائحة الفم الكريهة، فيشير المستكاوي إلى أنه يجب تشخيص الحالة في بداية الأمر لمعرفة السبب وراء ذلك، ومن هنا يبدأ العلاج، لكن هناك بعض النصائح التي يجب أن يتبعها أي شخص للمحافظة على النظافة الشخصية والجسدية، وخاصة منطقة الفم واللسان واللثة، كما أنه يجب تجنب بعض الأطعمة التي تسبب الروائح الكريهة للفم مثل الثوم والبصل، وتجنب الأسباب التي تؤدي إلى الإمساك، لافتا إلى أنه يجب تجنب الوجبات الكبيرة، خاصة تلك التي تحتوي على السكريات والبروتين، والعمل على عدم تناول الأطعمة في وقت متأخر قبل النوم مباشرة، والحرص على مضغ الطعام جيدا، كل هذه الأشياء من شأنها أن تؤدي إلى التقليل من رائحة الفم الكريهة التي تحدث أثناء فترة النوم وتكون مزعجة خلال فترة الصباح.

وحول إذا كانت هناك علاقة تربط بين الرائحة الكريهة للفم والحالة النفسية للإنسان، يوضح د. باسم السواح، أخصائي تجميل الفم وجراحات الأسنان، أن هناك ارتباط ديناميكي بين الحالة النفسية والعصبية للشخص وطبيعة مزاجه وموده اليومي، وبين تباين رائحة فمه من الجيد والكريه.

ويشير السواح إلى أن اللعاب الموجود في الفم يعتمد خلال عمله طوال اليوم على ما يسمى بـ”المشغلات العصبية”، هذه المشغلات التي من شأنها أن تنتج كميات مفيدة ومهمة للغاية بالنسبة للفم، لذلك يجب أن تعمل بطريقة جيدة، مشيرا إلى أن الكثير لا يعرفون أن عمل هذه المشغلات بطريقة جيدة يرتبط بشكل أساسي بالحالة النفسية والمزاجية الموجودة عند الشخص، حيث يزداد عملها ويشتد عند شعور الفرد بالراحة النفسية والهدوء والبعد عن التوتر والعصبية والقلق، كما أن هناك جزء منها يعمل خلال أوقات الضغوط النفسية العالية، وهو ما يؤدي إلى نقص اللعاب الذي يؤدي إلى رائحة الفم الكريهة، لذلك فهناك علاقة وطيدة بين رائحة الفم والحالة النفسية للشخص، بعيدا عن الأمراض أو العادات التي تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة.

وهناك مجموعة من النصائح التي يجب أن يتبعها الصائم خلال شهر رمضان للتخلص من رائحة الفم الكريهة، خاصة وأنها تزداد بسبب الصيام، لذلك يجب الاعتناء بتنظيف الأسنان بشكل مستمر وإزالة الطبقة البيضاء التي تغطي سطح اللسان، كذلك ينصح بالإفطار على التمر، لأنه يحتوي على نسبة عالية من الفلورايد الذي يمنع حدوث رائحة الفم الكريهة، ويحمي مينا الأسنان من الهشاشة التي قد تواجهها، كذلك يجب الإكثار من تناول المياه، كما يجب على الصائم عدم الإكثار من تناول الحلويات والتي تكثر في شهر رمضان، لأنها تتفاعل داخل الجسم وتؤدي إلى خروج رائحة من الفم ويمكن تعويضها بالفاكهة والخضروات.

كما ينصح باستعمال السواك في تنظيف الأسنان، لأنه يحتوي على مادة الكلوريد والسليكات اللتين تعملان على إضفاء اللون الأبيض على الأسنان، كما أنه يحتوي على فيتامين ج الذي يعمل على تقوية الشعيرات الدموية المغذية، بحيث تضمن توفر وصول الدم إليها بالكمية الكافية، كما يعمل فيتامين ج على حماية اللثة من الالتهابات ومنع النزيف، كذلك يجب التقليل من التدخين لأنه عامل أساسي في حدوث رائحة الفم الكريهة، والتقليل من المشروبات الغازية واستبدالها بالعصائر الطبيعية لاحتوائها على فيتامينات مفيدة للجسم.

الوسوم

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

لا يمكنك نسخ هذا المحتوى

إغلاق