قدم المستشار الجماعي بمجلس جماعة طنجة، أحمد بروحو، ملاحظات مفصلة عقب قيامه بأول رحلة على متن حافلات النقل الحضري الجديدة التي شرع في تشغيلها بمدينة طنجة، في إطار عقد التدبير المفوض الذي تشرف عليه شركة إيصال طنجة، بشراكة مع مؤسسة التعاون بين الجماعات “البوغاز”.
وأوضح بروحو أن هذه الحافلات تم اقتناؤها عبر صفقة عمومية تقدر بحوالي 1.124 مليار درهم، أطلقتها شركة التنمية المحلية طنجة موبيليتي (Tanja Mobilité) خلال شهر دجنبر 2024، تحت إشراف مؤسسة التعاون البوغاز، وذلك لاقتناء أكثر من 470 حافلة لفائدة مدينة طنجة ونواحيها، في إطار البرنامج الوطني 2025–2029 الذي تقوده وزارة الداخلية بشراكة مع الجماعات الترابية، وبغلاف مالي إجمالي يناهز 11 مليار درهم لاقتناء حوالي 3700 حافلة من صنف Euro 5 بمواصفات تقنية خاصة ينص عليها دفتر التحملات.
وأشار المستشار الجماعي إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن رؤية وطنية تروم الارتقاء بخدمات النقل الحضري، بما يواكب متطلبات المدن المغربية المرشحة لاحتضان تظاهرات قارية ودولية كبرى، من قبيل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم، كما يستحضر التطور الذي عرفته نماذج تدبير القطاع بعدد من المدن الكبرى، ومن ضمنها مدينة طنجة.
وفي هذا السياق، سجل بروحو أن مدينة طنجة انتقلت لأول مرة إلى نمط تدبير جديد يعتمد على شركة مساهمة وطنية خاصة تابعة لمجموعة CTM (سيتيام)، بمساهمة شركة فرنسية (Transdev)، بدل شركة أجنبية خالصة، معتبراً أن هذا التحول، رغم إيجابياته، يفرض إرساء آليات صارمة للتتبع والتقييم، خاصة في ظل ما وصفه بضعف التتبع المؤسساتي للمشاريع الكبرى خلال السنوات الأخيرة.
وفي ما يخص الملاحظات العملية المسجلة خلال أول رحلة، أشار المستشار الجماعي إلى غياب خدمة الويفي (Wi-Fi) التي تم الإعلان عنها عند إطلاق المشروع وكما ينص عليها العقد، إلى جانب الحاجة إلى مجهود تحسيسي ومراقبة دائمة للحفاظ على التجهيزات الموضوعة رهن إشارة المرتفقين داخل الحافلات، من قبيل منافذ شحن الهواتف، التي لم يتسن له اختبارها خلال الرحلة الأولى.
كما انتقد بروحو ضعف التواصل مع المرتفقين بخصوص حيثيات هذا المشروع ومراحل تنزيله، إضافة إلى غياب نقاش عمومي موسع خلال مرحلة الإعداد للعقد المؤطر للتجربة الحالية، وهو ما انعكس، بحسب تعبيره، حتى على عمال القطاع الذين خرجوا للاحتجاج والتعبير عن تخوفاتهم من الوضعية الجديدة، قبل توضيح عدد من بنود العقد المرتبطة بحماية حقوقهم ومكتسباتهم.
وشدد المستشار الجماعي على أن الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والمهني للعمال يشكل شرطًا أساسياً لنجاح هذا المشروع، معتبراً أن المرحلة الحالية تمثل أول اختبار حقيقي للشركة الجديدة في صون مكتسبات الشغيلة السابقة وتطويرها بما ينسجم مع طبيعة الخدمات الجديدة ومتطلبات مدينة طنجة.
وختم بروحو ملاحظاته بالتأكيد على أن نجاح تجربة النقل الحضري الجديدة يظل رهينًا بمدى احترام الالتزامات التعاقدية، وتفعيل آليات الحكامة الجيدة، والتواصل الشفاف مع المواطنين، بما يضمن الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وتفادي تكرار الاختلالات التي عانى منها القطاع خلال السنوات الماضية.










