خلفت الفيضانات التي ضربت إقليم آسفي، وأسفرت عن سقوط وفيات وإصابات وخسائر مادية جسيمة، موجة استياء واسعة في صفوف المواطنين والمتابعين، ليس فقط بسبب حجم الكارثة، بل أيضًا بسبب غياب المواكبة الفورية والفعالة من طرف الإعلام العمومي في لحظة كان فيها المواطن في أمسّ الحاجة إلى المعلومة والتحذير والتوجيه.
ففي الوقت الذي كانت فيه السيول تجرف المنازل والسيارات، وتُسجَّل فيه حالات وفاة وإصابات، سُجّل صمت مقلق على مستوى القنوات العمومية، دون نشرات استثنائية، ولا تغطيات ميدانية عاجلة، ولا رسائل تحذير أو طمأنة موجهة للساكنة، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول دور الإعلام العمومي في تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية.
ويرى متابعون أن وظيفة الإعلام العمومي لا تقتصر على نقل الأخبار العادية، بل تتعداها إلى الإنذار المبكر، والتحسيس بالمخاطر، ومرافقة المواطن بالمعلومة الدقيقة خلال الأوضاع الاستثنائية، خاصة عندما تكون الأرواح مهددة.
وفي مقابل هذا الغياب، تكفلت منصات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام المستقلة بنقل الصور والمعطيات الأولية، رغم محدودية الإمكانيات، في حين ظل الإعلام العمومي متأخرًا عن الحدث، وهو ما اعتبره كثيرون إخفاقًا مهنيًا وأخلاقيًا في ظرف دقيق.
وأمام هذه المأساة، لا يسع إلا الترحم على ضحايا فيضانات آسفي، مع تجديد الدعوة إلى مراجعة أدوار الإعلام العمومي، وتعزيز حضوره الميداني والتفاعلي، حتى يكون في مستوى انتظارات المواطنين، خاصة في لحظات الخطر والكوارث، حيث تصبح المعلومة مسألة حياة أو موت.










