خيّم الحزن مجدداً على أسرة التعليم بإقليم العرائش، بعد الإعلان صباح اليوم الاثنين 1 دجنبر 2025 عن وفاة المفتشة التربوية شذى السرغيني متأثرة بإصابتها البليغة جراء حادثة سير مهنية وقعت يوم 24 نونبر الماضي، حين كانت رفقة زميلتها المفتشة صفاء زياني في مهمة تفتيش تربوي خارج المدار الحضري.
وكان الحادث قد وقع بالطريق الجهوية رقم 410 قرب قنطرة “صبّ الماء” بقيادة تطفت، بعدما انحرفت السيارة التابعة للمديرية الإقليمية بالعرائش عن مسارها إثر انفجار أحد الإطارات، في حادث مأساوي أسفر حينها عن وفاة المفتشة صفاء زياني (مواليد 1984) مباشرة بعد نقلها إلى مستشفى القصر الكبير، بينما نُقلت شذى السرغيني (مواليد 1982) في وضع حرج إلى المستشفى الجهوي محمد السادس بطنجة حيث ظلت تحت العناية المركزة إلى أن فارقت الحياة اليوم، في حين تعرض السائق لإصابات طفيفة.
هذه الخسارة المؤلمة خلّفت صدمة كبيرة داخل المنظومة التعليمية، خاصة أنها تأتي في ظرف وجيز بعد فقدان إطارين من أطر التفتيش بالإقليم، ما أثار ردود فعل قوية وموجة تضامن واسعة.
وفي هذا السياق، أصدر الجمع العام الإقليمي لنقابة مفتشي التعليم بالعرائش بلاغاً استنكارياً تضامنياً عبّر فيه عن بالغ الحزن إزاء الفاجعة، مندداً بالظروف المهنية “القاسية” التي تشتغل فيها هيئة التفتيش، وبغياب شروط الجودة والسلامة خلال أداء المهام الرسمية. كما حمّل البلاغ مسؤولية وضع السيارة للمديرية الإقليمية أولاً وللأكاديمية الجهوية ثانياً، مؤكداً أن الحادث حادث مهني خالص يستوجب حفظ كل الحقوق القانونية للفقيدتين.
ودعا البلاغ الجهات المعنية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة والقطع مع ما وصفه بالوعود والتسويفات المتكررة، مع تفعيل الضوابط التي تضمن سلامة الأطر أثناء أداء مهامهم الرسمية. كما طالب بفتح تحقيق مهني وقضائي عاجل في ملابسات الحادث للكشف عن حقيقة الوضع وترتيب المسؤوليات، مشدداً على ضرورة توفير وسائل نقل آمنة ومطابقة لمعايير السلامة المهنية، وتمكين المفتشين من كافة ظروف العمل اللائقة.
وأعلن الجمع العام عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر المديرية الإقليمية بالعرائش غداً الاثنين 1 دجنبر 2025 على الساعة العاشرة صباحاً، تعبيراً عن التضامن مع أسر الضحيتين ومطالبة بالإنصاف وتحسين ظروف العمل داخل القطاع، مؤكداً أن حادثاً بهذا الحجم يستوجب تحركاً فورياً لضمان عدم تكراره.











