أثار محمد سعد برادة، وزير التعليم الأولي والتربية الوطنية والرياضة، موجة واسعة من الجدل بعد تصريح غير مألوف قال فيه خلال لقاء حزبي إنه “سافر لبلاد بعيدة باش يقرا”، قبل أن ينتقل لتوجيه رسائل مباشرة للأسر تدعوهم إلى اختيار المدرسة البعيدة، والمدرّس الأفضل، وتأمين النقل المدرسي لأبنائهم من أجل النجاح.
تصريحات الوزير اعتُبرت من طرف الكثيرين بعيدة عن الواقع الاجتماعي لعدد كبير من الآباء، خاصة في الأوساط القروية وشبه الحضرية، حيث يعاني آلاف التلاميذ من غياب النقل المدرسي وصعوبة الولوج إلى المدارس الأساسية، ناهيك عن محدودية القدرة المالية للأسر لتمويل تنقلات يومية.
توصيات الوزير تصطدم بالواقع
الوزير برادة دعا الأسر إلى “عدم الاكتفاء بالمدرسة القريبة من البيت”، بل البحث عن “الأستاذ الجيد والمدرسة الجيدة ولو كانت بعيدة”، معتبراً أن النقل المدرسي “حل موجود ويجب استغلاله”.
لكن مراقبين رأوا أن هذه الدعوات لا تعكس واقعاً يعرف اختلالات عميقة:
نقص النقل المدرسي في عدد كبير من الجماعات،
ضعف البنيات التعليمية في القرى،
غياب تكافؤ الفرص بين الجهات،
محدودية قدرة الأسر على تحمل تكاليف إضافية.
رفضه لصيغة “النواة المدرسية” يزيد الجدل
وزاد من حدّة النقاش إعلان الوزير رفضه لصيغة “النواة المدرسية”، وهي الصيغة التي تعتمدها الوزارة لتقريب التعليم من المناطق النائية، معتبرًا أنها غير فعّالة. غير أن هذا الرفض أثار بدوره سجالاً، لأن هذه البنيات تُعدّ أحياناً الخيار الوحيد لمئات التلاميذ في الجبال والمداشر البعيدة.
حزب أخنوش يحذف الفيديو
وبعد ساعات من انتشار التصريحات، سارع حزب التجمع الوطني للأحرار إلى حذف المقطع من منصاته الرسمية، دون أي تفسير، في خطوة اعتبرها متابعون محاولة لاحتواء “خطأ تواصلي” فتح الباب أمام موجة انتقادات جديدة.










