توفي المناضل والحقوقي المغربي سيون أسيدون، يوم الخميس 7 نونبر 2025 بمدينة الدار البيضاء، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالنضال السياسي والفكري، جعلت منه أحد أبرز رموز اليسار المغربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
وُلد أسيدون سنة 1948 بمدينة آسفي لعائلة يهودية مغربية أمازيغية، قبل أن ينتقل إلى أكادير ثم الدار البيضاء عقب زلزال سنة 1960. غادر إلى فرنسا لمتابعة دراسته في الرياضيات بـباريس، وهناك تشرّب الفكر اليساري الماركسي، ليعود إلى المغرب سنة 1967، حيث انخرط في الحركة التقدمية وأسّس مع رفاقه منظمة 23 مارس.
قضى أسيدون أكثر من 12 سنة في السجن السياسي ما بين 1972 و1984 بسبب مواقفه المعارضة للنظام، وظلّ إلى آخر أيامه صوتًا حرًا في الدفاع عن حقوق الإنسان وعن القضية الفلسطينية التي آمن بها منذ شبابه.
تزوج من سيدة فلسطينية أمريكية وله ابن يُدعى ميلال، واشتغل بعد خروجه من السجن في مجال المعلوميات حيث أسّس شركته الخاصة سنة 1986. كما كان من المؤسسين لحركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في المغرب، وعضوًا بارزًا في منظمة ترانسبارانسي المغرب.
في مقالاته وكتاباته، كان أسيدون يروي كيف انتقل من بيئة يهودية محافظة إلى مناهضة الفكر الصهيوني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية شكّلت “جزءًا لا يتجزأ من نضال اليسار المغربي الجديد الذي وُلد سنة 1967”.
ويُعدّ سيون أسيدون إلى جانب الراحل أبراهام السرفاتي من أبرز الشخصيات اليهودية المغربية التي واجهت الصهيونية، وكرّست حياتها لخدمة القيم الإنسانية والتحررية.









