جرى اليوم الاثنين بطنجة إعطاء انطلاقة مسلسل المشاورات لإعداد الجيل الجديد من برنامج التنمية الترابية المندمجة على مستوى إقليم الفحص-أنجرة.
وتم خلال اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم الفحص-أنجرة محمد خلفاوي، بحضور ممثلي السلطات الإقليمية ورؤساء المصالح اللاممركزة والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني والمواطنين، استعراض المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية التي يزخر بها الإقليم.
في كلمة بالمناسبة، أكد خلفاوي أن إعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية المندمجة يعتبر “مرحلة مفصلية في بناء مغرب الغد”، موضحا أن هذه المبادرة تأتي تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الواردة في خطاب العرش 2025 وخطاب جلالته الموجه إلى أعضاء البرلمان بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الحالية، والقاضية بإحداث نقلة حقيقية للتأهيل الشامل للمجالات الترابية وتدارك الفوارق المجالية والاجتماعية.
وقال المسؤول الترابي إنه من هذا المنطق “سنسعى جاهدين، كل من موقعه، لأن نكون عند حسن ظن عاهل البلاد، والعمل على تكريس التضامن والتآزر بين المجالات الترابية لتحقيق العدالة المجالية، وفق مقاربة مندمجة وتشاركية بين مختلف الفاعلين المحليين والترابيين والمصالح اللاممركزة والمجتمع المدني، عبر بلورة مشاريع مندمجة ومتكاملة تعكس الحاجيات الحقيقية للسكان، وإرساء ثقافة النتائج، انطلاقا من معطيات ميدانية دقيقة ووفق حكامة مرنة وشفافة”.
في هذا السياق، دعا إلى تعبئة شاملة ومسؤولة حول الورش الاستراتيجي لبرنامج التنمية المندمجة، وفق ثلاث مبادئ تتمثل في ضمان استمرارية وصون المكتسبات المحققة من خلال البرامج السابقة، والإنصات للساكنة وللفاعلين المحليين، والأخذ بعين الاعتبار حاجيات الإقليم والتنمية المستدامة، مبرزا أن جلالة الملك، ومنذ اعتلائه العرش المجيد، وضع المواطن في صلب السياسات العمومية على كافة المستويات
وتابع إننا “مدعوون اليوم لبلورة مشاريع تدعم إحداث فرص الشغل وتعزز العيش الكريم والتماسك الاجتماعي والاستقرار الترابي للساكنة”، موضحا أن هذه المشاريع تتوزع على أربعة محاور تتمثل في تعزيز التشغيل، والخدمات الاجتماعية لاسيما التعليم والصحة، والتدبير الاستباقي والمستدام للموارد المائية، وتطوير مشاريع التدبير الترابي المندمج.
ونوه بأن برنامج التنمية المجالية هو امتداد طبيعي لتفعيل الجهوية المتقدمة، وهو ورش منفتح على كافة مكونات المجتمع، في إطار من التنسيق والتكامل والشراكة الهادفة، مضيفا أنه يروم بلورة مشاريع مبتكرة لتحسين ظروف عيش الساكنة، وتقوية جاذبية وتنافسية المجالات الترابية، وترصيد الخصوصيات المحلية، وتحسين المؤشرات الاقتصادية.
ودعا خلفاوي إلى إيلاء عناية خاصة في البرنامج لتنمية المراكز القروية الصاعدة، لاسيما الجبلية والقروية والساحلية، وإعمال مبدأ الالتقائية بين مختلف البرامج والسياسات العمومية والمخططات الترابية، والعمل على تبسيط المساطر الإدارية لدعم الاستثمار المنتج والمبادرات الخاصة.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس قسم الجماعات المحلية بعمالة إقليم الفحص أنجرة، مامون الفاسي، إن اللقاء، الذي يطلق مسار إعداد الجيل الجيد من برنامج التنمية الترابية المندمجة، كان فرصة لتقاسم الرؤية الملكية بهذا الخصوص مع كافة الفاعلين والمتدخلين في المنظومة المحلية للتنمية، وأيضا مناسبة للإنصات لمختلف مكونات وحساسيات النسيج الاقتصادي والمجتمعي بالإقليم.
وتم بالمناسبة تقديم عرض حول المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية لإقليم الفحص أنجرة، واستعراض المؤشرات القطاعية، إلى جانب فتح نقاش مفتوح مع المواطنين وممثلي المجتمع المدني للإنصات إلى احتياجات الساكنة.









