انعقد، اليوم الإثنين بعمالة إقليم النواصر، لقاء تشاوري حول إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة.
ويندرج هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، في إطار تنزيل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الواردة في خطاب العرش ليوم 29 يوليوز الماضي، وفي الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز السيد بنحيون أن الملك محمد السادس، أطلق منذ اعتلائة عرش أسلافه الميامين، مجموعة من البرامج والمبادرات التي مكنت من إرساء دينامية اقتصادية وتنموية شاملة، خاصة من خلال تطوير البنيات التحتية وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وتحسين ظروف عيش المواطنين.
وأضاف عامل الإقليم أنه رغم ذلك، فإن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس ذكر بأن بعض المناطق لم تستفد بالقدر الكافي من ثمار هذه الدينامية، مما يستدعي تبني مقاربات جديدة للتنمية الترابية أكثر استهدافا واستشرافا للمستقبل”.
وفي هذا السياق، استحضر بنحيون الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، الذي أكد فيه جلالته أنه “لا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين”.
وأوضح أن الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة يهدف إلى تجسيد هذه الرؤية الملكية المتبصرة، وفتح مرحلة جديدة في مجال الحكامة الترابية، تقوم على الإنصات والثقة والعمل التشاركي.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق ببرنامج وطني غير مسبوق من حيث حجمه ومجاله الترابي، حيث يشمل 75 إقليما وعمالة عبر التراب الوطني، مشددا على أن التنمية الحقيقية تنبع من الميدان، ومن حاجيات المواطن، ومن خصوصيات كل مجال ترابي.
وأكد أن هذه الدينامية الجديدة تنطلق للمرة الأولى، من القاعدة نحو المركز، ومن التشخيص المحلي نحو القرار العمومي، في انسجام تام مع فلسفة الجهوية المتقدمة التي أرادها جلالة الملك ركيزة لوحدة الدولة وتنوع مجالاتها.
ودعا بنحيون إلى اتخاذ التدابير والمبادرات اللازمة ومضاعفة الجهود وتعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين، من منتخبين ومصالح خارجية وفاعلين اقتصاديين وجمعيات المجتمع المدني، مع التركيز على الأولويات ذات الأثر المباشر على حياة المواطن.
من جهتهم، شدد عدد من المتدخلين على أهمية التعبئة الجماعية لكافة الفاعلين من أجل بلورة مشاريع تنموية تستجيب لأولويات السكان، مع توجيه الجهود نحو تعزيز التشغيل وتحسين الخدمات العمومية.
وفي تصريح للصحافة، أبرز المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم النواصر، مصطفى حجاج، أن هذا اللقاء يهدف إلى عرض وجهات النظر وتقديم مقترحات مختلف الفاعلين لوضع أسس سياسة مندمجة تروم تنمية الإقليم.
من جانبه، أوضح مدير مدينة المهن والكفاءات لجهة الدار البيضاء – سطات، حسن أميلات، أن الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية سيمكن المملكة من وضع تصورات جديدة للتنمية المندمجة، على أساس مقاربات قطاعية وترابية واجتماعية تراعي الخصوصيات والمؤهلات المحلية والموارد البشرية.
وعلى هامش الجلسة العامة، التي تميزت بمداخلات لمواطنين وممثلين عن هيئات المجتمع المدني، نظمت نقاشات موضوعاتية تمحورت حول أولويات البرنامج ومحاوره الاستراتيجية.








