مقال ساخر
بينما تنهمك وزارة الخارجية في صياغة المذكرات، وتنتظر “التعليمات السامية” قبل أي حركة دبلوماسية، خرج البرلماني محمد السيمو، عن حزب الحمامة (التجمع الوطني للأحرار)، ليُعلن رسميًا نهاية زمن البروتوكولات وولادة عهدٍ جديد من السياسة الخارجية:“دبلوماسية البيصارة”.
من مقر الأمم المتحدة إلى بيصارة القصر الكبير
القصة بدأت عندما قرّر السيمو استقبال سفير “البلاغواي” — نعم، هكذا نطقها بكل ثقة في قبة البرلمان: “البلاغواي”، لا “الباراغواي” — في القصر الكبير، لا في الرباط ولا في نيويورك.
لم يحتج الرجل إلى استشارة “لادجيد”، ولا إلى دعم من وزارة بوريطة، ولا حتى إلى غطاء من الدبلوماسية الموازية.
كل ما تطلّبه اللقاء التاريخي:
زلافة سخونة من البيصارة
زيت زيتون حرّة
كمون مكرّر مرتين
وكسرة خبز بلدية بالهوية الوطنية
خرج السفير من المائدة منتشياً وهو يصرّح أمام مركز الثقافة بالمدينة: “الصحراء مغربية!”
نهاية زمن البلاغات الطويلة
في الوقت الذي تستغرق فيه بعض الملفات سنوات من “المداولات الثنائية” و“المشاورات الرفيعة”، حلّ السيمو المسألة في وجبة غداء شعبية لا تتجاوز 15 درهمًا.
يقول مقربون منه: “كان السفير مترددًا قبل الزيارة، لكن بعد أول ملعقة بيصارة… تبدّل موقفه الدبلوماسي بالكامل!”
مدرسة البيصارة الدولية
السيمو يخطّط الآن لإطلاق “أكاديمية البيصارة للدبلوماسية الشعبية”، مقرّها القصر الكبير، تحت شعار:“من زلافة البيصارة إلى الأمم المتحدة”
من بين المواد المقترحة:
فن التأثير في السفراء عبر البصلة والكيمون.
استراتيجيات الإقناع بالزيت البلدي.
تدبير الخلافات الثنائية على نار هادئة.
رسالة إلى ناصر بوريطة
من دون ذكر الأسماء، وجّه السيمو في البرلمان رسالة مبطّنة إلى وزير الخارجية: “ياك حنا مغاربة… ما محتاجين لا تنزيل لرؤية الخارجية، راه البيصارة كافية!”
وهكذا، بينما الدبلوماسية الرسمية تشتغل بالبيانات والاتفاقيات، يشتغل السيمو بـ”الجبانية” و”النية الصافية”.
ختامها بيصارة
في القصر الكبير، لم تعد العلاقات الدولية تُقاس بعدد السفارات، بل بعدد الجبانيات.
نجح السيمو في صناعة نموذج مغربي فريد في السياسة الخارجية:
يبدأ بالفول… وينتهي بإعلان دعم للوحدة الترابية.







