أثار إعلان عمدة مدينة طنجة عن قبول منظمة اليونسكو لطلب انضمام المدينة إلى شبكة المدن المبدعة في مجال الأدب موجة من التعليقات والجدل، بعدما اعتبر عدد من المتابعين أن هذا القرار يُحوّل بوصلة الجهود الأممية عن الهدف الأهم: تصنيف طنجة ضمن قائمة التراث العالمي.
الخبير في البيئة والتنمية والعمارة الإسلامية أحمد الطلحي، المكلف سابقًا داخل جماعة طنجة بملف تصنيف المدينة ضمن التراث العالمي، عبّر في منشور له عن استغرابه من توجه المجلس الجماعي الجديد نحو ملف “المدن المبدعة” بدل إتمام ما بدأه العمدة السابق محمد البشير العبدلاوي، قائلاً إن “التصنيف كتراث عالمي يمنح إشعاعًا وشهرة أكبر لطنجة، بينما لوائح المدن المبدعة كثيرة، وتُمنح بسهولة لمن يتقدم إليها”.
وأوضح الطلحي أنه أشرف سابقًا على إعداد ملف الترشيح بتنسيق مع خبراء من اليونسكو، وكان جاهزًا للإيداع بمقر المنظمة في باريس، غير أن وزارة الثقافة ـ وهي الجهة الوحيدة المخولة قانونًا بتقديم الملف ـ لم تُقدم عليه رغم الجاهزية الكاملة، مشيرًا إلى أنه تواصل مع عدة وزراء سابقين دون نتيجة تُذكر.
وأضاف المتحدث أن العمدة الحالي كان من الأجدر به أن يواصل العمل على هذا الملف الاستراتيجي بدل البدء من الصفر في مشروع رمزي أقل تأثيرًا، مبرزًا أن الاعتراف بالتراث المادي والمعماري لطنجة كتراث عالمي أممي يمثل حماية حقيقية لهويتها التاريخية وذاكرتها الثقافية، بخلاف الانضمام إلى شبكة المدن المبدعة الذي يظل ذا طابع رمزي محدود.
الطلحي ختم تصريحه بتأكيده على أن “العمل الجماعي لخدمة المدينة يقتضي التواضع والتشاور مع من سبق، لأن الذاكرة المؤسسية لا تُبنى بالإعلانات، بل بالاستمرارية والتكامل”، مبرزًا أن “طنجة التي جمعت بين الأدب والتراث تستحق أكثر من مجرد لائحة شرف أدبية، إنها مدينة تستحق الاعتراف بكونها تراثًا عالميًا حيًا.”







