نظمت مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، اليوم الخميس، بمقر عمالة إقليم الفحص-أنجرة، حفل تسليم تجهيزات موجهة لفائدة 11 من النزلاء السابقين بالمؤسسات السجنية من حاملي المشاريع المدرة للدخل.
ويأتي تنظيم هذا الحفل، الذي ترأسه عامل الإقليم عبد الخالق مرزوقي، في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة التي تجمع بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي تروم النهوض بكرامة هذه الفئة من المجتمع، والحد من حالات الهشاشة التي قد تؤدي إلى العود.
كما تهدف هذه الاتفاقية، التي رصدت لها ميزانية تناهز مليون درهم على مستوى إقليم الفحص أنجرة، إلى دعم إعادة إدماج السجناء السابقين في النسيج السوسيو-اقتصادي الوطني، من خلال تمكينهم من التجهيزات الضرورية لإطلاق مشاريع مدرة للدخل.
وتشمل التجهيزات الممنوحة بهذه المناسبة مشاريع في قطاعات متعددة، من بينها أربعة مشاريع في قطاع الصناعة التقليدية، ومشروع واحد في المجال الفلاحي، وستة مشاريع في قطاع الخدمات، ما يتيح للمستفيدين فرصا تتماشى مع مؤهلاتهم وحاجياتهم.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح المنسق الجهوي لمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد المقدمي، أن التجهيزات الموزعة خلال هذا الحفل تطلبت تعبئة ميزانية تفوق 388 ألف درهم، مبرزا أن “هذه المبادرة تندرج في إطار استراتيجية الإدماج السوسيو-اقتصادي التي تعتمدها المؤسسة، والرامية إلى تمكين هذه الفئة من الاندماج المستدام في النسيج الاقتصادي والاجتماعي”.
من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الفحص-أنجرة، محمد تصميت، أن هذه العملية تهم الدفعة الثالثة من التجهيزات المسلمة للسجناء السابقين، قصد إطلاق مشاريع في مجالات الخدمات والفلاحة والصناعة التقليدية.
وأوضح أن هذه المبادرة تتيح للسجناء السابقين فرصة حقيقية للإدماج، مشيرا إلى أن 21 مستفيدا استفادوا من دفعتين سابقتين.
من جانبه، أعرب المستفيد عماد الطويل عن ارتياحه لإطلاق مشروعه في مجال الخياطة، مبرزا أن هذه المبادرة ستمكنه من تطوير نشاطه، بفضل المواكبة المستمرة التي تضمنها المؤسسة في مختلف مراحل المشروع.
وتأتي هذه الخطوة لتعزيز الجهود المشتركة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، من أجل تمكين السجناء السابقين اقتصاديا وضمان إدماجهم المستدام في المجتمع.
وتشمل برامج الإدماج التي تعتمدها المؤسسة، على الخصوص، التكوين المهني، والصحة، والتعليم، فضلا عن المواكبة الاجتماعية والإدارية، مع ضمان تتبع شخصي لكل مستفيد من طرف المراكز الجهوية للمواكبة والإدماج.
وتواصل مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء عملها الدؤوب في إطار البرامج الموجهة لإعادة التأهيل والإدماج، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، بما يتيح للنزلاء السابقين فرصة ثانية للاندماج الإيجابي في المجتمع والمساهمة الفاعلة في الوقاية من العود.