ألقى خطباء المساجد عبر مختلف ربوع المملكة، يوم الجمعة 10 ربيع الآخر 1447هـ الموافق لـ 03 أكتوبر 2025م، خطبة موحّدة حول موضوع “الحرص على تجنب الوقوع في التهلكات”، مستندة إلى الآية الكريمة من سورة البقرة: ﴿وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمُ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
التحذير من الموبقات والمهلكات
أكد الخطباء أن مفهوم “التهلكة” لا يقتصر على البخل أو الامتناع عن الإنفاق في سبيل الله كما ورد في بعض التفاسير، بل يشمل كل ما يؤدي إلى الفساد والهلاك في الدين والدنيا. واستشهدوا بحديث النبي ﷺ: “اجتنبوا السبع الموبقات”، مبرزين خطورة الشرك بالله، السحر، قتل النفس، أكل مال اليتيم، أكل الربا، التولي يوم الزحف، وقذف المحصنات.
وأشاروا إلى أن هذه الكبائر تهدد القيم الدينية والأمن المجتمعي والاقتصادي، داعين المؤمنين إلى تجنبها والابتعاد عن كل ما يقود إلى الهلاك الفردي والجماعي.
السلوكيات المدمّرة للمجتمعات
تناولت الخطبة أيضًا مظاهر سلبية أخرى تدخل ضمن “المهلكات”، منها الغيبة والنميمة وقول الزور والإشارة إلى الناس بسوء، باعتبارها ممارسات تهدد تماسك المجتمع وتفسد العلاقات بين أفراده. وتم التذكير بقول الله تعالى: ﴿وَلَا يَغْتَبْ بَّعْضُكُم بَّعْضاً﴾، وحديث النبي ﷺ: “لا يدخل الجنة قتات” أي نمّام.
كما شدد الخطباء على خطورة أكل أموال الناس بالباطل عبر الغش والتحايل والسرقة وخيانة الأمانة، أو عبر التهاون في أداء الوظائف والمسؤوليات، معتبرين ذلك من صور إلقاء النفس والغير في التهلكة.
خطورة الإدمان في العصر الحديث
في الخطبة الثانية، تم التركيز على الإدمان بمختلف أنواعه باعتباره من أخطر مظاهر التهلكة المعاصرة. وتم التنبيه بشكل خاص إلى:
الإدمان على المخدرات التي تفسد العقول وتدمر المجتمعات.
الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يؤدي إلى تضييع الأوقات في ما لا يفيد، والانشغال بأعراض الناس، ونشر الأخبار الزائفة والشائعات.
وأشار الخطباء إلى أن الوقت هو أغلى ما يملكه الإنسان، مستدلين بقول النبي ﷺ: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
الدعوة إلى الصدق والإيجابية
كما ذكّرت الخطبة بقول النبي ﷺ: “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة”. وأكد الخطباء أن المسلم الصادق مع ربه ووطنه يعيش حياة مطمئنة، في حين أن من يغش أو يكذب يظل أسير الشكوك والوساوس.