شهدت الساحة السياسية والنقابية بالمغرب سجالًا جديدًا، بعد تصريحات قوية للكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق، الذي شنّ هجومًا لاذعًا على رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، واصفًا إياه بـ”الهرم والشارف”، ومتهما إياه بـ”الحقد على المغاربة” منذ إبعاده من رئاسة الحكومة.
موخاريق اعتبر أن فترة حكومة بنكيران اتسمت بقرارات “مشينة”، في مقدمتها إصلاح أنظمة التقاعد، الذي وصفه بأنه مسَّ بالطبقة العاملة عبر الزيادة في الاقتطاعات وتخفيض المعاشات بنسبة 20%. كما حمّله مسؤولية تحرير الأسعار وما نتج عنه من ارتفاع مهول في تكاليف المعيشة، إلى جانب تجميد الحوار الاجتماعي وارتكاب “خروقات جسيمة” للحريات النقابية.
كما انتقد موخاريق تصريحات بنكيران الأخيرة حول “البلوكاج”، معتبرًا أنها مجرد “خطابات للاستهلاك السياسي وتسخين الأجواء الانتخابية”، مشيرًا إلى استفادته من “معاش مريح يبلغ سبعة ملايين سنتيم، فضلًا عن سيارة فارهة وسائق وامتيازات أخرى على حساب دافعي الضرائب”، وهو ما وصفه بالتناقض مع خطابه الشعبوي.
في المقابل، سارع مقربون من الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى الرد على هذه التصريحات، وفي مقدمتهم نزار خيرون، الذي وصف موخارق بـ”الكذاب الأول”. وأكد أن ما ورد على لسانه بشأن “التصويت العقابي ضد بنكيران” مجرد افتراء، مشيرًا إلى أن الحزب عزّز موقعه الانتخابي سنة 2016 بالانتقال من 107 إلى 125 مقعدًا برلمانيًا رغم محاولات تأليب النقابة ضده.
وبخصوص ما أثاره موخاريق حول استفادة بنكيران من “الكنوبس”، أوضح خيرون أن ذلك “كذب صراح”، مؤكّدًا أن بنكيران ظل منخرطًا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) منذ سنوات طويلة، ولم يسبق له أن تقدم بأي طلب للاستفادة من “الكنوبس”، حيث كانت استفادته الوحيدة خلال فترة انتدابه البرلماني والحكومي، وهي استفادة مؤقتة تنتهي بانتهاء مدة الانتداب.
وشدد خيرون على أن بنكيران يؤدي التزاماته كاملة تجاه الدولة، من ضرائب ومستحقات، قناعةً ومبدأً، معتبرًا أن هجوم موخارق ما هو إلا “رقصة ديك مذبوح” ومحاولة لترميم صورة استقلالية نقابية مهزوزة، بعد أن وظّف نقابته لدعم أطراف سياسية معينة في انتخابات 2021، قبل أن يتنصل من دعم الحكومة الحالية حفاظًا على موقعه داخل الاتحاد المغربي للشغل.