بعث ناصر الزفزافي، القيادي البارز في “حراك الريف”، رسالة شكر مؤثرة إلى عموم المغاربة الذين آزروه ووقفوا بجانب أسرته عقب وفاة والده أحمد الزفزافي، الذي شُيع جثمانه بمدينة الحسيمة في جنازة وُصفت بالتاريخية، حضرها الآلاف من مختلف المناطق.
وفي رسالة نشرها شقيقه على فايسبوك، قال الزفزافي إن ما لمسه من تضامن ومحبة خفف عنه وعن أسرته مرارة الفقد، مشدداً على أن الجنازة كانت تليق برجل عظيم اعتبره “أب الأحرار والحرائر”. وأردف: “لو شكرتكم دهراً كاملاً فلن أوفيكم حقكم، فقد كنتم سندي في محنتي، وأشعر أني مدين لكم ما حييت”.
وأشار إلى أنه لمس وقوفاً وطنياً جامعاً تخطى حدود الجغرافيا، حيث حضر مشيعون من مختلف جهات المغرب، فيما عبّر آخرون عن تضامنهم بالدعاء أو برسائل المواساة، مؤكداً أن هذا الموقف الجماعي “دين لا يرد ووفاء لا يُقاس”.
كما عبّر الزفزافي عن امتنانه العميق لكل من تكبد عناء السفر والحر والجوع لمؤازرته، قائلاً إنه لو استطاع “تقبيل رؤوس الجميع واحداً واحداً أو تقبيل الأرض التي مشوا فوقها” لما تردد، في إشارة إلى قوة المشاعر التي رافقت الجنازة.
واختتم رسالته بالدعاء لوالده بالرحمة والمغفرة، قائلاً: “رحم الله الشهيد أب الأحرار والحرائر الغالي وألهمنا الله وإياكم الصبر والسلوان، وحفظكم الله بما حفظ به الذكر الحكيم”.
وبهذه الرسالة، أكد ناصر الزفزافي أن المحنة جمعت القلوب من مختلف ربوع الوطن، لتتحول لحظة الفقد إلى مناسبة للوحدة والتآزر والوفاء لرجل عاش مدافعاً عن قناعاته، وترك بصمته في الذاكرة الجماعية.