وصل ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، اليوم إلى مدينة الحسيمة قادمًا من سجن طنجة 2، وذلك بعد حصوله على ترخيص استثنائي من المندوبية العامة لإدارة السجون، لحضور جنازة والده الراحل. خطوة إنسانية لاقت تفاعلًا واسعًا واعتُبرت رسالة قوية تؤكد أنّ لحظات الفقد توحّد أبناء الوطن مهما تباينت مواقفهم.
وفي أول تصريح له عقب وصوله، عبّر الزفزافي عن عميق امتنانه لهذه المبادرة قائلًا: “ما نراه اليوم يثلج الصدر ويحمل رسالة واضحة وصريحة، نحن أبناء هذا الوطن، لا أقصد به الريف فقط، بل في كل شبر من أرضه، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، مهما اختلفنا ومهما كانت آراؤنا وأفكارنا، فإنها تصب في مصلحة الوطن أولًا وأخيرًا، ولا شيء يعلو فوق مصلحة الوطن.”
وأكد الزفزافي أنّ حضوره إلى الحسيمة كان “بفضل الله أولًا، ثم بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها المندوب السامي لإدارة السجون، وكل الأطر التي اشتغلت لتحقيق هذه الأمنية”، مشيرًا إلى أنّ “الأمر لم يكن سهلًا كما قد يظن البعض، لكن التعاون بين مختلف الجهات مكّن من إنجاح هذه الخطوة الإنسانية”.
كما استحضر الزفزافي تضحيات والده، واصفًا إياه بـ”أبو الأحرار والحرائر”، مضيفًا: “والدي نذر حياته لخدمة الوطن، بكل جهاته وصحرائه وحدوده. نحن نقدّم دماءنا فداءً لكل شبر من هذا الوطن، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، لأن حب الوطن يجمعنا جميعًا مهما فرّقتنا المواقف.”
ويُنظر إلى هذه اللحظة المؤثرة على نطاق واسع باعتبارها رسالة وحدة وطنية، حيث رأى كثيرون أنّ منح المندوبية العامة لإدارة السجون هذا الترخيص الاستثنائي يعكس بعدًا إنسانيًا عميقًا، ويؤكد أنّ قيم التضامن والتلاحم بين أبناء الوطن تظل فوق كل الخلافات والاعتبارات.