اعتبر عبد الحميد أبرشان، رئيس مقاطعة طنجة المدينة، أن دورة مجلس المقاطعة لشهر شتنبر انعقدت في أجواء إيجابية وناجحة، مشيرًا إلى أن جدول أعمالها تضمن مجموعة من النقاط الأساسية التي تمسّ تدبير الشأن المحلي وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأوضح أبرشان أن من أبرز ما صادقت عليه الدورة، اعتماد وثيقة الحساب الإداري للسنة المالية 2026، والتي تُمثل أداة أساسية لتتبع المداخيل والنفقات وتقييم مستوى تنفيذ البرامج المقررة، إلى جانب تعديل القانون الداخلي رقم 19، الذي يهدف إلى تسريع وتيرة عمل اللجان الدائمة وضمان نجاعة اتخاذ القرارات، حتى في ظل بعض الصعوبات المتعلقة بعدم اكتمال النصاب في بعض الأحيان.
إشادة بدور الوالي يونس التازي
وخلال تصريح صحفي، أشاد أبرشان بالدور الكبير الذي يقوم به والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، مبرزًا أن مدينة طنجة تعيش دينامية تنموية غير مسبوقة بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين، وفي مقدمتهم الولاية. وأكد أن المشاريع الكبرى المفتوحة على تراب المقاطعة، ومن بينها ورش ملعب طنجة الكبير، تعكس الرؤية الاستراتيجية للوالي وحرصه على تتبع تنفيذ الأوراش المهيكلة بنفسه، وهو ما يعزز مكانة المدينة كقطب اقتصادي وسياحي بارز على الصعيدين الوطني والدولي.
وأضاف أبرشان أن الاهتمام الخاص الذي تحظى به طنجة من طرف الملك محمد السادس ينعكس بشكل مباشر على طبيعة البرامج التنموية الجاري تنفيذها، مؤكدًا أن الوالي يونس التازي يلعب دورًا حاسمًا في التنسيق بين مختلف المصالح وتذليل الصعوبات التي قد تعترض سير هذه المشاريع.
نقص الموارد البشرية… إكراه يهدد المقاطعة
من جهة أخرى، توقف أبرشان عند واحدة من أبرز الإشكاليات التي تواجهها مقاطعة طنجة المدينة، والمتمثلة في الخصاص الكبير في الموارد البشرية. وكشف أن عدد الموظفين بالمقاطعة تراجع بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفض من أكثر من 400 موظف إلى نحو 180 موظفًا فقط حاليًا، وهو ما يشكّل، حسب تعبيره، خطرًا حقيقيًا على استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين.
وطالب أبرشان عمدة مدينة طنجة بالتدخل العاجل من أجل معالجة هذا الخلل، باعتبار أن المجلس الجماعي هو المسؤول المباشر عن تزويد المقاطعات الأربع بالموارد البشرية اللازمة، في حين لا تتوفر المقاطعة على أي سلطة في هذا المجال. وأكد أن استمرار هذا الوضع بنفس الوتيرة قد يؤدي إلى إفراغ المقاطعة من موظفيها خلال السنوات المقبلة، مما سينعكس سلبًا على جودة الخدمات اليومية التي تقدمها الإدارة للمواطنين.
مقاطعة طنجة المدينة… بين الأوراش الكبرى وتحديات التدبير
وفي ختام كلمته، أعرب أبرشان عن ارتياحه لما وصفه بـ “حظوظ مقاطعة طنجة المدينة” في الاستفادة من المشاريع التنموية الكبرى التي تُنجز على ترابها، موجهًا شكره للوالي التازي على مواكبته المستمرة، وداعيًا في الوقت نفسه إلى ضرورة تضافر جهود جميع المتدخلين، من مجلس جماعي ومجلس جهة وقطاعات وزارية، لضمان التوزيع العادل للمشاريع وتعزيز قدرات المقاطعة على مواكبة دينامية التحول العمراني والاقتصادي التي تعرفها طنجة.
وأكد أبرشان أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا أكبر بين مختلف مستويات التدبير المحلي، خاصة في ما يتعلق بدعم الموارد البشرية، وتوسيع نطاق الاستثمار في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، حتى تتمكن المقاطعة من مواكبة الأوراش المفتوحة وتنزيل البرامج التنموية بكفاءة وفعالية.